هذا القلق المزمن
اذا كان ما قد قيل صحيحا ان الانسان لم يخلق ليعـرف كنه الحياة ولكن خلق ليعيش بها ، فلماذا هذا الانشغال بها ، ولماذا كـل ذلــك التعذيب من اجلها. وهل ترضي تلك المقولة اولئك اللذين وهبوا انفسهم لتحري الكثير من الحقائق عنها ، فقفزوا فوق كل الجسور الممدودة امامهم . وكلما قاربوا الوصول وابدعوا النظريات والايدلوجيات وركنوا لشيء من الراحة وجدوا ان ما توصلوا اليه كان نقطة في بحر صاخب فالقوا بانفسهم مرة أخرى للغوص في دائرة المعارف للتحدي من جديد غاصوا في كتب علم الاجتماع وعلم الانسان والفلسفة والتاريخ وكل علوم الارض قد يتحمل الانسان كل اوجاع الارض من اجل الاستجابة لذلك الدوي في ذهنه ، على هيئة سؤال كبير ما سر تلك الحياة التي نحياها ؟ كيف نخترق حجبها ونتعامل معها ؟ واذا فشلنا ان نكسب منها فعلى اقل تقدير الانخسر فيها . قد يستمر السؤال العمر كله ، وقد تنبثق اسئلة اشد الحاحا مثل سؤال ان كان فعلا بنية السائل تجاوز كل التناقضات والتحرك من نقطة محور التقاطع . ويدرك انه لكي يعرف يجب ان يرفع رأسه لتوضح رؤاه. لكي يعرف يجب ان يتحرى ما الذي يرابط على خط التماس فيحدد كيف تبدأ المواجهة. في كتاب "دع القلق وابدأ الحياة لكارنيجي" يسهب في وصف الحياة ومتاعبها. ويعلق على صعوباتها والتي تزداد تعنتا كلما اصررنا في البحث عن طرق الخلاص اسباب قلقنا الذي هوالله اعدائنا واعداء الحياة ويسهب ايضا في اعطاء وصفات تجعلك تغرق فيها كا يغرق جاهل السباحة شبر ماء . وحالما تغلق الكتاب تشعر انك اشد قلقا وتوترا وزيادة على كل ما بك الاحباط . وحتى حينما ينصحك ان تعيد القراءة مرة أخرى اذا لم تتوصل لحل ، تسخر منه ولكنك بلا شعور تعيد تقليبه ، يحدوك الامل بان تجد غايتك ، وتعيش بلا قلق. اهم نصائحه ان تستعمل سياسة الكبح فتروض عقلك الا يسال وعينيك الا ترى واذنك الاتسمع اي انه يسالك ان تقيد الحواس في حين يجب اطلاقها ، ان تعيش في اضيق نطاق منوما مقيدا محايدا في حين يجب ترك نسمة من نور تدخل من والى الدماغ لتحرر العقل من عقاله فهل من الممكن ان تترك كل حواسك رهن الاعتقال ؟ هل من الممكن كبح جماح العقل ، ملكة الاستدلال الصحيح والاستنتاج والمنطق . هل من الممكن كبح الفكر والحد من قدراته على كشف اسباب وجوهر الظواهر . هل من الممكن كبح جماح الاحاسيس والحركة التي تحمل في عمقها قيمة الزمان والمكان. قد يتقبل ذلك الانسان العادي الروتيني الذي يعمل كا لالة الصماء الميت التي الصدء الذي يعيش بلا تفاعل او تجاوب مع الاحاسيس والعواطف اما اولئك المبدعون اللذين يصيغون للبشريه اسس حضارة وعظمة الانسان لن يتنازلوا ولو كان كل شقاء الارض هو نصيبهم الوحيد