من هنا نبدا
الصحف اليومية زاد يومي لكافة العقول، سواء من تقرأ لتفهم ومن تقرأ لكي تدعي انها قارئة ، ومن تتصفح لمجرد القاء نظرة ليس الا. والمجلات الاسبوعية المقرؤة والمسموعة والمرئية ارشيف لكل ما تناقلته خلال ذلك الاسبوع ، تبحث امور الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ،حاملة سمات الفترة التي هيات صناعة الحدث ربما اضيف شيئ من تفسير او تبرير او تحليل ، ولربما تأثرت بوجهة نظر محايدة او متعصبة حرة أو مدفوعة. الصحف اليومية في تزايد مستمر تتوالى ، تتباين تتفاوت ، تمتلي با لاحداث من غث وسمين، تبدو لمن ادمن على متابعتها وكانما هدفها الاساسي تجريد القارىء من مقوماته الذهنية تقدم له وجبات جاهزة ودافئة فلا يقوى بعدها على مقاومة السبات العقلي وإجهاد نفسه لیری بوضوح كيف تغيب الحقيقة أو تتعدد وجوهها. عالم الارشيف عالم مثير في كل بقاع الارض للباحث عن الحقيقة . سيصل حتما الى التعرف على الكثير من مجريات الامور التي أخذت فيما سبق على علاتها. إن الصحف مرآة واضحة لحقيقة ما دار في العقول المهيمنة من افکار حتى خروجها الى النور أحداثا وقد تضخم أحدها دون داع ، وتحجم آخر دون داع ايضا .سيكتشف ان الاحداث متلاحمة ، فكل حدث كان جزءاً لا قادم بعده. إن نعمة النسيان تصبح نقمة في حال تناسي العظات والدروس، فلا نتكهن و لا نستبق الحدث، و لا نعالجه كما يجب بعد وقوعه على ضوء ما مر بنا من تجارب بل نعيش بإنتظاران يوضح للعيان ما يدبر في الخفاء، على الرغم كل المقدمات تذكر بحدث مشابه او توحي بما هوآت . رد فعلنا ليس اكثر من زيادة الضغط على الذاكرة لتنسى أسرع واكثر خاصة اذا كان شيئا مؤلما وغالبا ما يكون كذلك تعيدا لاحداث نفسها دون ان تخلق في النفيس شيئا من غضب كحافز يؤهل العقول المغيبة المشاركة في التنوير. الصحف الشاهد الوحيد على كل عصر وإن حفلت بالكثير من المغالطات وطمين للحقائق. ماذا اذا ما تذوق الجميع سحر القراءة . اصبحت هوسا جوعا ونهما وادمانا يوميا. اصبحت مطلبا لا غنى عنه ، ويقينا بقيمتها كمصدر حقيقي لا بديل له لإثراء معرفتنا تلك القيمة الوحيدة فيناا لاخذة في التنامي ما حيينا كما فحسب ولا تنوعا بــل استيعابا تفهما وتطورا تتنامي بالقراءة لا وخروجاً من طور التلقي. واندفاعا كقوة تخترق جدر ادراك قوانا الخلاقة. يتالق عقل هذا المخلوق البشري. يصبح فذاً.نبعاً ومصباً يصبح نهرا وبحرا، تزدهر تطلعاته وتتفوق بالبحث عن المزيد من المعرفة الحاجا، عطشا تندفع ثورة في أعماقة على نفسه في البداية وعلى كل المعطيات بعد ذلك ، ثورة عارمة عارفة باسبابها محددة اهدافها تترسب، تتجمع، تغني النفس ، تصبح مثل ارض بكر تتجمل بالخصب، تعطي خيرفي كل المواسم قولا وفعلا وسلوكا. ماذا اذا ما توحدت العقول الوثابة وطالبت ان تعيش صدقا تتوخى الحقيقة المطلقة في كل ما تقرأ؟ تتمسك بحقها أن تعرف ؟ تسائل كل الصدف التي تقرؤها عن مدى ما بها من الصدق في المقالات والاعمدة والتحليلات والزوايا المطروح ضمنها نتاج العقول ؟ اقالت تلك العقول كل الحقيقة أم ما اعتقدت انه حقيقة ؟ أقالت أشياء وأخفت أشياء؟ وهذا الذي قالته ، اغن ایمان بحقيقته أم مارست الحقيقة بشكل وظيفي؟ وهذا الذي أخفته عن جهل ام تجهيل؟ هذا اذا ما كانت تلك العقول ما زالت تتمتع بشيء من حسن النوايا والا فإنها ستسأل بشكل أكثر إستفزازا واكثر تشكا. هل قيل ما قيل بقصد تزييف الحقيقة أم الغائها؟ قسرا أم عن طيب خاطر؟ وعما أخفي :اقسرا كان أم عن طيب خاطر؟ من يمارس صدقا مطلقا ومن يمارس صدقا محددا ومن يمارس الرقص علی كل الحبال كلهم مسؤولون مسؤولية كاملة عن مدى وعي القراء ومدى صدق كل ما كتب ويكتب وسيكتب قد يحصل شيء مثل الخيال ويعرف الجميع أن البداية تعني تحديد الهدف. وليس من هدف انبل من معرفة الحقيقة وليس من طريق لها سوى الصدق مع النفس أو لأومع الاخرين بعد ذلك تصير الكتابة والقراءة على مستوى الصدق المطلق يتعلم القارىء الابتعاد عن المسلمات فيحاور من كتب كانه امامه يخصه بما كتب. ويعرف الكاتب انه عرضة للسؤال والنقاش. سيظهرانه لا يوجد من لا يعرف ماذا يريد ان يقول ولكن لا يعرف كيف يقوله. ان باقي كما تعود يعتمد الرمز كاسلوب امثل فالافضل ان تظهر اعجوبة ما بعدها اعجوبة .ذلك ان تصدر الصحف اليوميه خالية لا يخدش بياضها حرف . و لا تظن انها بذلك قد ابهمت ما تود قوله بل على العكس فاقد زادته ايضاحا.