بیني وبینك عود علی بدء
قالت ها قد عدت بعد الغربة الطويلة، وحصولي على درجة علمية عالية علم المكتبات. وقد رشحت لإدارة احدى المكتبات الكبيرة في الشرق الاوسط. بلا تلک باشرت العمل أثير حولي ضجة لانني أقوم بعمل بجدية كانني أمارس شيئا غير مالوف هنا بينما هذا ما الفته لفترة طويلة حيث تعلمت وتدربت وعملت . ثم ان هناك شيء آخر ، في الخارج نسيت الفروق بين المرأة والرجل . في مجال العمل الجميع جهاز متكامل من اجل انجاز افضل. اما خارج العمل فلكل حرية لا يحدها الا ابتداء حرية الآخرين . لك ان تختاري نمط حياتك وطريقة السلوك ، فيحترمون رغباتك و آرائك و لا تجدين نفسك مجبرة على التخلي عن اي من معتقداتك ولا يفرضون انفسهم لدرجة ان تضطري معها الى التزييف والنفاق والمجاملة .
سألتها بنفس البساطة والتلقائية التي تتحدث بها لكن ما سبب كل تلك الحملة الإنتقادية لبلادنا والحملة الدعائية للبلاد الغربية ؟ أهي قضية شمال وجنوب ؟ قالت ووجهها غائم باسي حقيقي :
لا يسعدني ما أقول. ولكن صدقيني كانني أعيش إقامة جبرية داخل مجال ضيق يشقيني. العيون تترصدني تخترق جلدي تنخزني تجردني من انسانيتي، تقول لي انني امرأة و لا شيء آخر. لا أنكرك انها تحد من رغبتي في العمل، تؤرق بالي، تجعلني اشك ان كنت فعلا سأبقى كما أنا أم سانضم في النهاية طائعة مختارة لمنطقهم وآخذ الحياة بالسذاجة ذاتها التـي ياخذونها بها.
قلت وقد ادركت علّة ما تعاني:
ماذا ستفعلين اذا لم تعط الفرصة لذلك. الرأي السائد أن المرأ صرفة تبقى قاصرا مهما تعلمت او تطورت ، لا يحق لها ان تفرض رأيا او تصرفا مهما كان بسيطا والا اعتبروه شائنا واعتبروها متمردة.
عقدت الدهشة جبينها تململت في جلستها ثم رفعت رأسها كانها غير مستوعبة ما سمعت وقالت ونوعا من التحدي يطل من عينيها:
أريدك لو سمحت ان تعيدي علي السؤال.
انه ليس سؤالا بقدر ما هو توصيل معلومة أريدك على ضوئها استدراك الأمور.
قالت بلهجة من تعود الصدق :
تعلمنا أنه لا فرق بين احد وآخر الا بمقدار ما يعرف ويعمل. الوعي الكامل مع الحرص الفطري يحول بين المرء ومهاوي هلاكه . هناك دائما فاصل بين الشخصي والموضوعي من جهة، وشيئ مثل خط وهمي أحمر لا يجور ان يتجاوزه حتى أقرب الناس اليك.ان ايمانك بشيء يعطيك القدرة ان تفرضه ضمن الحريات المكفولة للجميع طبعا.
قلت بإختصار:
لنحصر مناقشتنا فيما تعرضت لـه كفتاة عائدة بعد اغتراب طويل للاقامة والعمل بين رجال قد تربوا على ان المرأة هدف كل منهم يعتقد انه صياد لا يشق له غبار، بما انك متفرنجة اكثر من اللازم فقد كانت محاولتهم فجة وضايقتك.
تبسمت وقالت :
ها قد قلتها بنفسك انه يعتقد انه صیاد فليحاول حتى يقتنع اخيرا ان ما بيننا لا يحتاح لمهارة صياد و لاطلاسم ولا احجيات، بل الى عقل مقابل عقل منطق يقابله منطق.انسان في مواجهة انسان مثله ، مختلفان نوعا، متساويان في كل شيء.
قلت دافعة بالحوار نحو نهایته :
لكن كيف ستصل اليه افكار وهو يعاديها قبل ان يعيها. فما بالك اذا ما طرحت وأظهرت هوة حضارية عمرها مائة عام . هل يرتقها مجهودك المتواضع.
قالت بثقة تحسد عليها: