بیني .. وبینك شيء من أنانیة .. حق
في البريد وجدت رسالة من المرأة المجهولة التي راسلتني كثيراً ثم انقطعت رسائلها بعجالة الفضول لا القلق فضضتها لماذا عادت للكتابة بعد طول انقطاع؟ كانما تصل حديثا قطع منذ فترة وجيزة ابتدأت رسالتها . تذكرتها لم اكن أعرفها شخصيا مع انها أكدت مراراً معرفتها بي قالت : عندما قلت لك في رسالة سابقة إن سر عذابي كوني انسانة متميزة خشيت أن تظني بي الغرور ها أنا اكتب مرة أخيرة لأخبرك عن مدى التغيير الذي طرأ علي بعد لحظة صدق مع نفسي، رفضت بعدها أن أحلم وبيدي الكثير لأجعل من العدم حياة من الادعاء حقيقة، وها أنا من جديد اولد، إنسانة تختلف عن تلك التي عرفتها من خلال رسائلي السابقة حيث كنت ابوح بعذاب وخوف بلا خجل لانك لا تعرفينني. لم أفكر اختراق حواجز مستحيله بل تغاضيت عنها لم يتغير شيء حولي، الطبيعة نفسها مازالت ساكنة هادئة بلا رونق هاربة حتى من سنة تداول فصولها، مازالت مشبعة برصانة تتحدى البرد والمطر تتحدى سنة التغيير، والوجوه كما الفتها طوال حياتي تستبد بها عيون ملاى بالفضول إستحساناً و نفور اتروي عن تطرف الانسان اذا ما اصبح أجوفا ممتلثا بالهواء الفاسد. تركت الرسالة جانباً قبل إتمامها لا بحث عن رسائلها بين اوارقي تصفحتها من جديد ووجدت نفسي قد وضعت خطوطا تحت عبارات استوقفتني في حينها ، إحداها: "يظنون البيوت جدران وسقوف وأرض..يظنونها آدم وحواء وشيئا من تحف وطنافس . يظنونها شركة مؤمنة الموارد وورشة لانجاب الاولاد". وأخرى : " الآن ! وبعد الوعي والنضوج العقلي والعاطفي أقول بحرقة الفاقد والواثق أن البيوت خميلة ورد تطرح بالحب المزيد من الورود وكل اجتهاد في رعايتها تزيد من مساحة الاخضرار في النفوس وتزيد أريج الوجود". وايضاً " في مكان لا حياة فيه زرعت كنت وردة صغيرة مازالت بحاجة لرعاية ومع ذلك اينعت وأورقت وأثمرت. . لم يتساءل أحد كيف استمرت في العيش هذه المطروحة وحيدة في خلاء. طويت الاوراق القديمة وقد تذكرت نوع الحياة التي عاشتها. زواج تقليدي غير متكافيء كان اكبر منها ، كان مستقرا عاطفيا وإجتماعيا وماديا. يعرف تماما ماذا يريد وكيف يتوصل لما يريد. كانت جميلة وصغيرة ولا تعرف بعد ماذا تريد. عدت لرسالتها الأخيرة آملة أن تكون اخيرا عرفت ماذا تريد ؟ قالت "ها استعدت ربيعي المسلوب وانداح أمام سلطانه الخريف فازهرت نفسي وانعقدت بواكير الزهر على اغصاني الطروب بعودة بزوغ اوراقها الخضراء .جاء ربيع ونور في قلبي وأثمر مثل كؤوس حبات القطن متفتحة غضة رأسها مزهوة بعطاء السماء كانها الكلمة السماوية السحرية قد أودعت أذني و لازمتني مثل قرطي "أنت انسانة رائعة " عرفت بعدها انني سأستطيع إذا ما أردت الخروج من شرنقة الحظ والبخت ورفض أن أكون أصغر مجرة في فضائي الواسع تضحية وتفانيا. قالت: كل من أحبني ظلمني ، فابي وأنا فتاته المفضلة عصب عيني وعينيه وقادني للغابة مدعياً أنه ينقذ غدي القادم من العوز . اراد آن يدخلني مثل سندريلا العالم المسحور . ثم ندم ثم بكى ثم مرض حتى مات بكيته بحرقة أكثر تكفير الشعوري بالذنب كوني فرحت لندمه وبكائه ومرضه الذي اودی به للموت. وأمي تلك السيدة العظيمة والتي كانت في مركز اجتماعي مرموق.بدت تقليدية جدا ومتزمتة جدا وهي تستنكر شكواي من برد الغابة او من ظلام مجاهلها أو من شدة الخوف. لم تصم أذنيها فقط بل كممت فاهي، فماتت النبضة في قلبي وعلى شفتي تحت ضغط يدها وملامة عينياها وساقطت يدي المرفوعة طالبة العون بجانبي مثقلة كأنها ليست من لحم ودم واصبحت مثل معول حفرت الأرض وواد كل ما كان بنفسي من امل وجمال. ومن تزوجني جعلني أتحرك ضمن مجال رؤیاه واعتقادة وإرادته يحمي علي انفاسي يعلمني بكل الوسائل كيف اتكيف مع القالب الذي اعدة ربـ قبل ان اولد لزوجة المستقبل، قاومت ثم إستسلمت ثم لم أعد أرغب في الخلاص ساعدتهم على تنفيذ حكم جائر صدر قبل أن اعي بإلقائي في صحرا ملعونة. في يقظتي ومنامي اترجى أن لا تطول مرحلة رضوخي حتى لا انسانيتي وأصبح مسخا ومرتعاً لعواطف فجة مريضة، الخوف والحزن والياس والكراهية. هل عرفت الان السر ؟ إنه في ممارسة شيء من الانانية .حق مشروع لنا بقدرما يتيح الاحتفاظ بالانسانيه . فنكون ضمن مجال ذواتنا المحور وكل من حولنا الافلاك، لا يمثل مركز حياة الفرد سواه . وتلك مسؤولية عظيمة تصقل وتطور النفس، وبحثت عن أول واهم الخطى كان العمل.