بیني وبینك الإنسان .. إیمان
قال لصديقه : احس بك قلقا علي . عبثا ما تحاول. لن تستطيع ان تعبر اسوار ذاتي ان لم اتح لك الفرصة لذلك . سافعل لو فهمت لماذا كل هذة الاهتمام اجابه الصديق بصدق : انني فعلا قلق ولكن بلا اسباب بلا فضول او الحاج ، ولست مضطرا ان ان تقول اذا كنت لا تريد ذلك. قال مبتسما: بل اريد من اعماق قلبي ولكنني امازحك ماذا تفعل اذا تنبهت فجأة انك اضعت كثيرا من سنوات العمر وانت ما زلت مكانك تمارس حياتك بالطريقة ذاتها سعيا وراء تحقيق امل او حلم او رغبة او عمل كل شيء يقول ان المحاولة عقيمة ومع ذلك لم تستبدلها باسلوب اخر لمعالجة قضاياك . اكتشفت انك كنت بانتظار ان يتغير العالم من حولك لترتاح انت. واكتشفت انك كنت مثل من حاول تسلق صخرة ملساء بلا جدوى، أغرته بملمسها الناعم، أغرته أنها لم تجرحه أو تدميـــه لكنـــه تعـب في نهاية المطاف فشعربا لاحباط والقهر. قال الصديق المنصت بجدية: أبدأ على الاقل في البحث عن التغيير في أعماق ذاتي. قال متكلفا المرح: واذا فوجئت بنضوب الذات او بتخاذلها بعد طول اهمال. قال بسرعة: اتقدم فورا لدائرة الضوء. أعني المواجهه . الاشياء هناك غيرها وهي مختبئة خلف ظلي . سأدرك مدى عظمتها ، معنى وجودها، بي او بدوني فاحاول ان اجد مكاني . من اجل ذلك أبحــث عــن ايماني بنفسي بمبادئي بافكاري، ابحث عن اي شيء جميل مازال يسكن حنايا ضلوعي. قال بأسی: واذا فعلت و غصت لتلك الأعماق ووجدتها غريبة عنك تضج بالفوضى وانت باحث عن هدوء، بالقلق وانت بامس الحاجة الى سلام، تحس بها مستنزفة وانت تريد القوة . اذا استنجدت بما تعرفه جيد وجهك تراه ذابلا وعيونه فاقدة البريق . تستمع لنفسك تجدها تتكلم غير لغتك وكذلك السلوك. قال الآخر وقد بدا ماخوذا بما سمع : عندها لا بد ان احاكم نفسي ، ابحث في كل مساحاتها عن طريقة لعودة اشراق ایمانها المخفور بمنطق وشجاعة اعترف انني اضعت نفسي وانني احتاج وبسر عة للايمان لالشيء آخر. لااحد يستطيع القيام بأي عمل وتحقيق النجاح فيه دون تحديد الهدف منه وذلك يعني الايمان به الحقيقة ان الايام مشحونة بالعمل فهل العمل مشفوعا بإيمان؟ قال صاحب المشكلة بصراحة: نعم لقد فعلت، ووجدتني ممزقا مغرقا بسلبية مقيتة. فا لايمان ذاته تفتت تعددت منه الوجوه، ضاع معناه الحقيقي، كل يؤمن بما يحقق رغبات الأنا ومن بعدها الطوفان بمثل ذلك القانون سيستمر زحف الخراب و لا ننتظر الا المزيد من الشح في القلوب والايدي. قال الصديق متعجبا: هل تريد تعجيزي؟ قال مؤكدا: انه حوار أقلبه مع نفسي دائما. فأنا وهذا العالم كل ما به ومن هذر في هذر. لاملام على نفسي وقد رضخت لوهم قيودها وعاشت في خراب عشش فيه البوم. و لا ملام علي اذا كسرت القيود فوجدت نفسي مثل كل عبد تحرر ولم يدر ماهو فاعل بتلك الحرية التي لم يعتد التحرك في مجالها. انني بحاجة لكلمة حق تقال باخلاص وبلا خوف ، بحاجة لأخلاق فارس باوصاف اصبحت خرافية في هذا الزمان ، بتارة مثل الرمح مشعة مثل ضياءالعدل. قال الصدیق: و الارقام للعقل وقد وقع سنوات اسير الاعتياد والرضوخ ان تمرد وجن وشق عصا الطاعة على الروح المنهزمة بهذا الشكل المهين. قد يلهث وراء وصفات عصرية اذا لم يبدع لنفسه البديل . لا تستغرب او تتعجب فلكل فعل رد فعل.