بیني .. و بینك یوم الأم
أن تعيد النظر في اهمية يوم الام في هذه الايام السريعة الايقاع المشتتة للقدرات فرصة عظيمة. تجاوز الحجود الانساني الكامن داخل النفوس . توقف الليـلا . راجع نفسك بعدها لن تسارع بتقديم بطاقة تهنئة لها او باقة من الورد او هدية مهما كان ثمنها ستجد نفسك م مباشرة نحو الهدف. وهو تكريمها . التفكير بها أكثر . كإنسانة عظيمة. كسيدة علمتنا أهم قيمة من اقليم الحياة .. الحب .. كيف نحب وكيف نمنح دون مقابل عندما نحب. جدد علاقتك بها في ضوء أحداث عام مضى فإن الأم قد تقدمت سنة أخرى في العمر, ربما فقدت أحد احبابها . ربما أصابها مرض جسدي أو نفـــــــي لمعاناتها الشعور بالوحدة أو عدم جدوى وجودها وانت سواء أكنت ابنااو ابنة ، خاصة إذا كنت ذا اولاد.. ازدادت مشاغلك كـبر اولادك ، ابتعدت عنها قليلا أو كثير أبحثا عن عمل أواشياء اخرى. إذا أخذت كل هذه الامور بعين الاعتبار ادرکت مدى انشغالك عنها وقلة اهتمامك بها ليس عقوقا ولكن انطلاقا من الطمع في حبها وغفرانها الاكيد. كانت أمي في حالة شوق دائم لنا سواء حضرنا أم غبنا . علمتني أن للاشواق أشرعة تطوف الارض تحمل من حنايا الضلوع كل الحب وتزرعه عبيرا بكل زوايا حياتنا حتى المظلمة فينمو ويعرش ويحمر . . محبتي لها نواة لكل حب أحسه وأعيشه ، وأشواقي لها بكل توهجها لن تبهت ولن تضمحل على الرغم من سنوات رحيلها الطويلة، ستبقى تعبق في نفسي أريجاحتى أكاد في مثل المناسبة انسى إن غيابها ابدي . فمثل تلك المشاعر المخلصة تؤكد في الانسان جانبه المضيء. ما الشوق سوى رذاذ وجع افتقاد ينضح ، يتجمع، يصبح فيضا من مشاعرظمای جوعي تطالب بالتلبية ما الشوق سوى امتلاء الحنايا والاوعية والاعصاب بمشاعر رقيقة تجتاحك وتستبد بكل شيء حتى بالعقل إذا ماترك لها العنان، تستعذبها تستغرب انها موجودة بهذا الكـم وهذا النوع وهذه القدرة على الاستمرار. إن موقفاً هزتك فيه مشاعر طاغية نحو أمك لن تنساه، تعيشه بكل حرارته وجديته كلما تذكرته ، قد تفاقد مع مرور الوقت شيئا من الانفعال، أو شيئا من غموضه ،انما يبقى تاثيره حيا في النفس ابدا . إن موقفا مثل هذا هزني من اعماقي في "يوم الأم " . حدث مصادفة تدخلت الاقدار في اعداده. إقترب يوم الأم في تلك السنة وأنا أمر بفترة عصيبة من حياتي فنسيته ، كنت اشعران ايامي خواء وكل محاولة مني لاثرائها تزيدني انهزاماً . نسيت الجميع حتى أمي وكانت غالبا ملاذي فكرت بالابتعاد لتستعيد الایام سلاستها وتستعيد نفسي زخمها وبعد عدة ايام من سفري فوجئت في غرفتي بالفندق بعدد من زهور التوليب التي أحبها مشرابة في اناء الزهور رايتها مبتسمة بل ضاحكة تحييني ، اقتربت منها والتقطت البطاقة المعلقة على ساقها برشاقة وأناقة وقرأتها كانت كلمات قليلة بسيطة الا انها حركت نفسي الهاجعة في موات متناسية ما حولي ومن حولي " مع زهرات التوليب لك كل حبنا وأمنياتنا في عيد الأم يا أمنا الحبيبة " ثم على كل زهرة اسم أحد اولادي. عرفت فيما بعد أن احدى بناتي قد ارسلتها على الرغم من بعد بيننا - عن طريق احد محلات الزهور لم استطع أن انسى تلك اللفتة طوال اليوم التالي خاصة ان الزهرات تفتحت أكثر واتسعت الابتسامة التي كانت تناجيني بها ، وشعرت بالحنين الى أمي. قطعت رحلتي وسافرت الى حيث تقيم امي ، لأفاجئها وأسعدها خاصة إذا عرفت انني اتيتها خصيصاً من أجل أن أحتفل بها ومعها في عيد الام جاءت أمي على عجل وقلق إثر دعوتي لها، ما أن فتحت لها الباب و سمعت أغنية ست الحبايب تصدح من جهاز التسجيل حتى عرفت المناسبة و غلبتها انفعالاتها وعانقتني كانها تراني لاول مرة في حياتها. لن انسى الفرحة التي غمرت أمي وقد التام شملنا حولها تغني لها رنقبلها ونقدم لها الهدايا همست لي وهي تضمني لصدرها "انك اروع ابنه اكملت أنا الجملة قائلة لأروع أم . قالت لي في نهاية الحفل " لا أبالغ إذا قلت إنني منذ زمن لم افرح ولم اعد اشعر بجدوى وجودي وأمومتي بعد أن كبرتم وإنشغلتم بامور حياتكم واولادكم ولكن في عيد الام القادم سافا جنك بزيارتي مثل ما فعلت وأحتفل بك كام قلت بتحبب صادق مهما ابتعدنا فانت في قلوبنا في مشاعرنا وأفكارنا وسلوكياتنا. عاد يوم الام مرة أخرى وكل شيء على ما هو الا هيامي، فقد لبت نداء ربها و كان آخر ما قالته لي وهـي على فراش الموت معلقة على احتفالنا بها وقد مضت عليه شهور عديدة ، " الان عرفت لماذا الهمك الله لك قطع رحلتك والحضور الي على خلاف الكثير من السنوات التي كنت تكتفين فيها بمكالمة هاتفية أو ارسال بطاقة وهدية . إنه حفل وداع لاخر عيد أم وأنا بينكم ما أجمله من وداع