ذو العقل يشقى
ما الذي نبغيه من الحياة ازدياد الوعي، بكل ما ينطوي عليه هذا المعنى. إذن فنحن والشقاء على موعد لن يخلف العمر يمضي والصراع على أشده قوانا الهائلة الدقيقة تعمل بلا هوادة وعملها محتمل الفشل كما محتمل النجاح ومرات قليلة بإبداع. نتجاوب مع احاسيسنا مع وجداننا المحرك الأساسي لكل القوى الكامنة فينا نتجاوب مع أفكارنا نغرق بالحركة والنشاط لتنفيذ إرادتنا سواء استجبنا لوجداننا أو لفكرنا ونبقى نتعايش مع أسرار الحياة مع تقلبات شمسها ورياحها إلى أن نموت. القراءة الطريق الوحيد والأكيد الذي تنفذ منه إلى ازدياد الوعي قد تبدأ بترجية وقت أو مجرد تمتع بما يقرأ وإذ بها تصبح إدماناً ولا يدرك مدمنها انه تجاوز عملية التسلية وأصبح مثل المزارع الذي ينثر البذور وينظرها لتؤت ثمرها ابتكار إعجاب حب الم كل ذلك يعطيه عونا في اجتيازه الصعوبات وتصبح حياته قائمة على ركائز ثابتة كالسعي الدؤوب للحصول على المزيد التروي، والتفهم والعمق.
هل تقبل بتلك المعادلة التي تقول إن العقل يشقى والمعرفة تقود للجنون وإن ابتداء المعرفة طريق بلا انتهاء وأن الإنسان كلما عرف أدرك مدى جهله بينما الغارقون في الجهل لا يحملون هموماً وهواجساً وكلمات مثل تلك التي تؤرق البشرية ليس لها أي أهمية في عرفهم. شعارات فارغة يتندرون عليها يقولون هذا كلام كبير للاستهلاك فقط غير صالح لأي زمان ولا مكان ماذا تعني الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وهواجس الحرية إنها ليست أكثر من ممارسات فكرية يستحق معتنقوها العقاب إذا كان ذلك كذلك انه فعلاً عصر الانحطاط بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.