شر الحياة .. الألم
"ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل" الأمل بلحظة قادمة تنجلي فيهـ العتمة ويعم النور لحظة تبدد الم لحظة أخرى بعينها يكاد المرء لا ينساها ظن وهو يعيش معاناتها أنها عابرة وإذ بها تطول ، تمتد ، أياما واسابيع و شهور او الالم يسكن الجسد ويعذب الروح الجسد طريح فـراش فقد طعمه وعذاب النفس بلا حدود.
كانما الحياة تصبح بلا معنى إذا ما المرأ وقع تحت وطاة الألم، يراها بعين غير العين ، ونفس غير النفس. يراها ، عبثية، تافة ، قليلة الخيرات. شعور مثل هذا يدفع للتساؤل : إذن لماذا هذا التكالب عليها إذا كانت تخفي جعبتها كل هذا الشر والكدر ؟ ليس فينا من يجهل كيف تتصدى لمخلوقاتها بحرفة اشد المجرمين شراسة تتربص بهم لتنفث كل هـذا الوبال فنتحمل ببسالة نادرة مدعين انه الصبر الجميل، والحقيقة المرة انه ليس هناك من بدیل . لابد من دفع الثمن صاغرین، ثمن وجود لم يكن لنا ید به ، و لا حيلة.يحس ضمنا لجعله أفضل،او على أسواا لافتراضات أقل شرا. الثمن باهظ ، معاناة وألم.
أمن السهولة أن ينسى الإنسان بعد عودته من رحلة عذاب طويلة أكره عليها أنه حوصر حتى اليأس، تألم حتى نخرت عظامه ، وأنه عاش فترة من الزمن مجردا من إنسانيته،حبيس زنزانة عجيبة من لحم ودم٠ا لأغرب أن يكون لحمه هو ودمه هو ، والأسوا شعوره العاجز امام تمرد جسده علیه، بدفئه و لا دفء يحس بحرارة الحياة ولا حياة.
لماذا الالم وقد خلقنا أصحاء ؟ ما الذي يكسر تلك القشرة التي تغليف وعينا بأن من حقنا أن نعيش كذلك ؟ كيف نصبر ولماذا هل لاننـ متاكدون انه لا خير في الحياة ومع ذلك نستهجن الألم ولا نستهجن الفرح؟ اهما نقيضان أم أن كلا منهما يكمل الآخر؟ حيرة كبيرة تغلب على تفكير الانسان وتصرفاته في لحظات معاناته ، ولا حيلة بيده ،فقد اصبح عقله وهو الحكم بينه وبين الحياة مجرد كتلة فاقدة القدرات، محصورة الرأس .. همها إحصاء دقات ساعات اليوم بثوانيها الرتيبة ولا يحمل الترقب ا لا المزيد من الالم وليس لمثل هذا التفكير منطقيا في التنفيذ او في القدرة على الاحتمال.
القلب ينبض بشكل وظيفي، والروح تبث شيئا من امل هنا وهنـ بانتظار احدى الراحتين تراود صاحبها ويراودها على الفرار وترك الجسد وعذاباته الى الأبد، يحلق وراء افكاره يحلم لو انه طائر فيغادر بلاا ضجيج لا يعينه الفكر المقعد على الاستمرار في الحلم العلم إن بقي على وعيه وقدراته يحاول انهاء الحرب بين ارادته المعطلة وبين عقله الوشاب أن ينتصر للعقل بعقله وهذا ما يهز الكيان وقد يدفع به إلى الجنون او التخلص فعلا من جسده لا مجرد ان يحلق في سماء الخيال منطلقا من افيق كوة موجودة في المكان يتعبه جمود فكره يفيق من خيالاته فما زال حبيسا وما زالت روحه مغموسة با لالم ذاته والرجاء ذاته.
عندما يكفي المريض ويعود من اغترابة الى الحياة والناس، يشعر تجاوز مداهم او ربما تأخر عنهم لكن مما لا شك فيه أن الامه الطويلة مفلته أو غيرت به الكثير ، في اعماقه نظرة جديدة وليدة معايشته لا صعب شرور الحياة الالم تغير الكثير من آرائه وافكاره ونظرته لكل شيء، للحياة وللناس ولنفسه، رأى الحياة من الزوايا الحادة اشد ظلامن وقسوة، فهو بانتظارا لا يكون موضع لوم واستهزاء لأن معنى ذلك الفاء قيمة معاناته والتقليل من شان احتماله في اجتياز فترة عصيبة من حياته تركت له قناعات جديدة قد تكون خطوة نحو ظفرة في حياته.
من يستطيع ان يتوصل لملامسة مشاعر مریض یعانی بلا هوادة فيعرف كـ نذاك كم كرهم کسجن اجباری انفرادی .ضاق جلده ضاق عليه نفسه قتل حماسته ، انهزم رویدا روید امام شعور ان هناك سيف جلاد غبی العقل جامد النظرات يهدده. يتسلط عليه. كلما أرخى الليل سدوله وبقـ وحده وجها لوجه مع الألم. يقاوم العرض بعلاج قد يحرقه قبل ان ينهد به وتمر الليالي تصير اسابيع وشهور طويلة قاتلة. لا يجد امامه سوی ذاته بنظرة سوداوية يحاسبها يقخم هفواتها فيزيدها عذابا فوق العذاب، يعرضها لنوع غريب من الاحتراق ليطهرها تقربه من تقرب الوجل المشفق: لماذا المؤمن اشد ابتلاء؟ لاجواب يقول هذا التساؤل بحد ذاته ذنب يضاف الى باقي الذنوب او انه يهدي نفسه ان ذنوبا ليست بذنوب او يدفعها لمتاهة فتخاف الشتات.
في لحظة .. يتحرك الأمل ليوسع امتداد النظرات المحصورة في السقف الذي اصبح مع الايام سدا منيعا بين المرء وعقله، بينه وبين استنهاض همته بينه وبين استشعار مشاعر أخرى غير مشاعر الألم تتسع عليه الدنيا بعد ان ضاقت ، يغمض عينيه خوفا على فسحة الأمل الكامنة هينا كشيء عظیم خلقه الله لاستئناف الحياة كلما كبونا يخاف علينا افتقدناه ان نقع في هوة الياس . تحرك حرف بين موقعية في كلمتي الالم والأمل يغير من حال الى حال . تبارك الله خالقنا . كثيرا ما تستعصى علينا حكمته.