الابتسامة والدمعه
وكلما التقت فلول ليل مع بواكير نهار . وعتمة تتوارى مع انبلاج صباح تنبت زهرة .. وتتفتح في دورة كاملة ، حاملة في طياتها كل المعاني .. الأماني والجمال والمرارة ولا شك هي أحد ايام الحياة ، إنما مع كل ضجيجها واريجها - في وقت ما - عبثاً تجذب الانتباه - من التكرار ، من الاعتياد ، من على البصر ، والبصيرة، أو من انطفاء في النفس لوهج الحياة .. ومع كل ما تحمله من جديد من الوانها الرائعة نبخسها حقها معظم الأوقات، فلننتقي من جعبتها مانريد نحتاج للمسة فنان ، فنان كلمة ... فنان ريشة .. فنان لحن او اي ابداع يعرف كيف يمزج الالوان .. كيف يستحدث منها روعة جديدة كل يوم تضاهي قوس قزح بجمال الوانه وهندسته ، ولمن يريد الحياة ولا يملك تلك الموهبة فيتعامل من الحياة بلونيها الأبيض والأسود واما من اغلقت نفسه على بقايا حياة على اضمحلال نفس فسيحيلها كلها داكنة بلون الضباب أو جرداء بلون أرض بور أو سوداء كاجنحة الغراب اوبيضاء باهتة بلون العدم والفراغ. أملنا الكبير الذي نتعلق به رؤية سوية حقيقية للحياة رؤية صادقة بلا نظارات سوداء بات معظمنا مولعا بهاعندها سنتأكد أن الدنيا مازالت بخيروانه علينا التعايش معها يكفي أن نريد ليستجاب ، يكفي أن نوظف هبات الله فينا من أجل معاركتها ولو اهدرت يوما ما أو استهين بها ... لنستعيدها واحدة واحدة ونوظفها واحدة فواحدة فهذا حقنا ويجب أن لا نعمى عنه.. لذا فكلما شعر أي منا بدبيب حلو في الكيان واستوضحه سيجده نداء خفيا خالدا للحياة ، نابعا من غريزة حب البقاء .. فرحة من الأعماق نكتمها بلا داع، أريدك ياحياة ، اريدك واحبك اريدك والصحة والحيوية والشباب اريدك وثمارك وعطاياك الدانية القطوف التي طال لها الاشتياق قلبي النداء وتغافلى عمن يفك اصفادا قيد بها نفسه يريد التحرر ليرجم صنما اقيم في الخيال سماه المثال فاعياه البحث على أرصفة الطرقات وتحطمت كبرياؤه عندما غدا بين الاحياء والاموات.. ثم صحا وبيده غرسة زرعها بنفسه وبنفوس من اغلق دونه الأبواب وفتح نوافذ حقيقية ومجازية على اشراقة أمل حقيقي لن يكون سرابا مهما طال الانتظار طالما غذاه بالصبر .. وندم إذ غرس غرسته ذات يوم بامراض نفسه وانشغل بها ولها وهو يراها تثمر وتزدهر ففرح بغزارة الانتاج وفرح بغنى نفسه فسما و ترفع : عن استعمال السهام ووضعها بالجراب ورضي من الغنيمة بالسلام .. الآن تامليه جيدا وهو يطلق السهام ويلقى بالشباك وهويغوص في اعماق بحر او يحلق في السماء وينتقي من خيرات الحياة مايريد ويعود بالخير الوفير كالسندباد ويهدي المحبة والسماحة والصداقة للألف الممدودة نحوه في احتياج وسيصبح يوما بمهارة محترفي فن الحياة وعندها ستتفتحين له شان كل الأقوياء أمام الأقوياء. تامليه جيدا كلما تشرق الشمس في غد جديد وتتلاقى والأرض في عناق بديع سترينه شاهدا على كسر القيود التي تحول دون الاشتراك في مهرجان الطبيعة الجميل عند الشروق وهجوعها عند المغيب لتستريح الملكات في الانسان لتعود من جديد مع اليوم الجديد والابداع الجديد.. فلم كنا عن تلك الحكم معرضين ؟ امن اجل شيء من احباط أصاب النفوس فالايام ستحمل لنا الكثير والقيم عليها موجود وحي ودائم ولا يموت وخزائنه لا تنفذ فقل ربي الله ثم استقم وارمي وراء الظهور من هم أمثالنا بل الأضعف بل الأسوأيشدوننا للخلف يريدون لنا السقوط واعذرهم لأنهم لم يتذوقوا الطعم الحلو لمعنى التحليق وراء نجم وراء نسر وراء حلم بالكمال.
شيء بشع أن نسلم قيادنا لمثل هؤلاء ولكن الابشع أن نملك انفسنا لجهاز تعطل في أجسامنا مرض أو تعب وبات تصرفه أهوج ولا نبالي بالجسد المتداعى بالسهر والقلق يحذرنا عن ذلك الجزء الموثور ينذرنا من الاخطارمن الانهيار .. هو شيء ضرب علينا بالمبادرة لترميمه ، لتقويمه بالعقل بالمنطق بالطب وباللجوء لصاحب الصنعة الذي اتقن كل شيء صنعه ونعود للحياة.