ھو..وھي.. في دروب الحیاة
ان اسوا ما تعلمناه كنساء ان تركن لزاوية ما من زوايا الحياة ونندب حظنا - الذي ورثناه عن أجداننا - باننا نصف المجتمع المعطل المضطهد غير المؤهل لاية مسئولية رغم اننا على رأى المثل ( يداك اوكتا وفوهك نفخ ) كثيرات رضين بهذه القسمة ثم اكتشفن بعد فوات الأوان ان العمر ذهب هباء وان غرسهن بلا حصاد . واللاتي رفضن وتخطين جدار العالم المخصص للرجال ومارسن الحياة بكل جدارة دفعن غالبا ثمن ذلك كل ذلك لان عصرنا الحديث هذا ينس رغم كل تقدم حظی به من ان يقيم العدل لمن بين ظهرانيه. من الصعب ان يعبر الفرد منا دنياه وحيدا الآن وحدته عجز ازاء المعايشة اليومية التي تجرعنا الكثير اثناء ذلك العبور. لذا أوجدنا الله سبحانه صنفين . حقا لم يخلقنا متشابهين ولكن حتما خلقنا متكافتين . لان التكافو سمة التوافق طللا تم التواجد ، ولا غنى لأحدنا عن الآخر فكل منا خلق تواما بالفطرة لمن يتعايش معه يفهمه ويساعده . يمسح دموعه ويهديه ابتسامته يريح قلبه يعاضده. لتهدا الرؤوس المتعبة التهتدى النفوس الحياري، متلفهفا الفكرة تنبثق فجاة من رأس مشغول بهمومه وافراحه فتضيء تلك الفكرة علماته. لكلمة حنون تحرق كل المتاعب وتترك كل شعور بالوحدة وبالنضوب وبالياس رمادا ، لانسان حقيقي يسمع همسات النفس ونجواها كما يسمع نفسه ويفهمها . اذن حقيقة لا مفر منها خلقنا معا وستعيش كذلك حتى يرث الله الارض ومن عليها. ان المرأة المحبة حقا هي ثروة حقيقية . هي الكنز الذي بحثوا عنه في كل القصص في الكهوف . تحت الارض . وفي الجدران . فالغني بكل معانيه اودع قلبها فاحالها واحة وسكنا وملاذا ترى لو عرف الجشعون وهم يحفرون باظفارهم عن اللؤلؤ والياقوت هذه الحقيقة . وعرفوا ان مفتاح ذلك القلب بيد من يستطيع ان يكون انسانا فاضلا ترى ايقبلون العرض لا اظن ... فالانسان - الذي ما اكفره - مستعد ان يحفر الاف السنين بحثا عن كنز مادى ولو كان وهميا ولا يحاول ان يكسب كنزا معنويا تحت ناظريه لا ئيس الجشع بل الفشل فالمحاولات العضلية ولو كانت بائسة اسهل الف مرة من ان يتخلى عن كبره وغروره ويصبح انسانا بكل معنى الكلمة از يلزم اصلاح ذلك عودة ليوم خلق ادم ووعد بجنة له فيها نعيم مقيم لا يتعب ولا يشقى فقط يبقى فاضلا فبدا البحث عن الشقاء المهدور والتعب المينوس ووجد الشجرة وكانت البداية. هو قدرنا التواجد معا على الأرض . هو قدرنا أن نسعى في مناكبها ليتسنى لنا العيش ونعمرها بالعمل المثمر الجاد يعلمنا وبدراستنا بلا خطط عشوائية ومن ثم ذهب لمن نحب ثمرة ذاك الجهد والفكر. من حقنا اتاحة الفرصة أمامنا العدل يقول هذا والمساواة تعنى ذلك . ان نكون جنبا الى جنب . ولكن الذي نراه اختلاف في ميزان الحياة. وهو وان كان منذ البداية قائما الا انه استغل بشكل فيه الكثير من الاجحاف بحقوق المراة كانسانة مما دفعها ان تبقى في حالة من الدفاع عن النفس في بيتها سواء اكانت اما او زوجة. اختا او ابنة . وفي العمل تتفاني لتثبت فعالية انتاجها وجدواه وبين ما تريده وما يراد لها خسرت الحياة الكثير من هذا العراك وكيف تلحق بركب الحضارة ونصفنا مهمل ، ففضائل المرأة وامتيازاتها منوط بسلوك الرجل معها. وتفوق الرجل ونجاحه منوط بصفاء ذهنه . وراحة قلبه فعليه ليستريح ان يريح . كلا الجانبين يثرثر في غياب الآخر كعملية تنفيس عن الاعصاب نسمع الغالبية العظمى من الرجال تتشكى من زوجاتهم المقصرات في تقديم الولاء والطاعة متافقا مندهشا كيف لم تعد تتنفس من خلال رئتيه وترى بعينيه وتسمع بلانيه تريد ان تكون ندا له وهو يريدها ضمن المعادلة التي عاشها وتربى عليها معادلة مجحفة تعتبره سيدا والزوجة امة ولو تحقق ذلك نراه یناسی بانه يعيش مع من لا تفهمه ولا تقدره ولا تناقشه يعيش مع ظله للاسف ويتمنى لو يصرخ فيها : قولى انفعلى انفجرى لا تقفى مثل المسمار . مع الاعتذار للشاعر بينما الذي تعمل على عكس ذلك فتقول وتنفعل وتنفجر في هم وغم يشد شعر راسه بريدها ان تصمت.
النساء تخطت احوالهن الثرثرة واصبحن فعلا بحاجة لمعالجة نفسية . فالغالبية العظمى ايضا فهن قصة واحدة متكررة وان كانت تختلف ردود الفعل عن بعضهم البعض هي ان كل منهن كانت صغيرة وحلوة كبرت يوما بعد يوم . نضجت افكارها سنة بعد سنة تعلمت ... حلمت .. جاء الصياد واسرها بشبكة الزواج واعتقلها بقفص ذهبي ونسبت هناك اعدمت شهاداتها ... واحلامها ... وادميتها ايضا ومع ذلك اعطت وما بخلت ومرت السنوات تقتات حيويتها وشبابها تشرب عرقها وجهدها ورغم انها بلا رقيب ليحصى لها ساعات العمل كانت دووبا انقيست كليا بمسئولياتها كبر من كبر . ونجح من نجح ، وهي على حالها ل تعانى خسارتها بنفسها . مهما حبوها ومجدوها لا يساوي شيئا امام الشيء الأكبر انسانية الإنسان تحقيق شيئا حيويا للذات . بدا لهن علمهن ومعرفتهن أكثر الحاحا من الحاجة للاكل للنوم للراحة و استيقظت احلامهن تؤرقهن طالبن حلها ان تولد البعض استجاب وانطلق خارج الاسوار والبعض الاخر بقى يحمل شعوره بالاحباط والقهر خوفا من الاستهجان او اهتزاز البيت الذي رعته كل تلك السنوات فصبرن حتى المرض. لم يكن باعماقهن بذور ثورة لرفض اختلال المعادلة بهذا الشكل القاسي بل كانت كل منهن عن طيب خاطر تنكمش تصبح غولا وتسحقها. وتراها مكرمة حتى ولو نار بداخلها عنفوان الانسان الحر تخمده .. ولو تسائل العقل تغمده .. وتستمر بالعطاء الجميل ، مع انها تعيش مع خوفها فكل يوم تراه بلا غد .. وبام عينيها تری شمسها تنحدر نحو غروبها . وخريف عمرها تعرف انه مقبل على شتاء مجهول المصير تتالم في صمت وترى الجميع يعتمد على نفسه ويستغنى عنها تترجى الصمت ان يتحول الصراخ تطلب لها الانصاف ولكن (ولات حين مناص) . لا يخلو الأمر من صنف تمرد بصمت واثبت ان كيدهن عظيم فتراهن يسعدن انهن قمعن القسوة بمنتهى الضعف فكن كجلاد راف بحال المحكوم عليه بالموت بالمزيد من شحذ السكين او احكام ربط الحبل أو سرعة اطلاق الرصاص بالوقت المناسب ولو ادهشك كل هذا الخبث والدهاء ترى بعيونهن نظرة الانتصار تقول لا يغل الحديد الا الحديد. اللاتي تخطين الجدار واستنزفهن العمل خارج وداخله ولا من معين افتقدها زوجها بجواره ثم اعتاد على غيابها ثم لم يعد يعنيه حضرت ام غابت المهم خففت من ظهره الحمل شيئا فشيئا ولم يتكلف شيئا ليعينها. وباعلى صوت اتسائل. ما بال غاليننا قد رضين بالفتات من مائدة الحياة العظيمة ما بالهن وقد اخذن يتسابقن على التافه من الامور وركن المجاد منها خلف الظهور. ما بالهن وقد نسين ان جلائل الاعمال بمدى تفهمهن هو منوط وليكفتن عن العويل بانهن النصف المهدور الحقوق فالنصف الآخر اليس هو من صنعهن وتربيتهن وحصاد ما غرسن. الحياة المن واعظم من كل ذلك. والتعامل سيد المواقف اولا واخيرا. ليملا كل واحد حياة رفيقه بوجوده.