وجوه عديدة .. لرأس واحد
لماذا خرج عن مالوفة ولم يبادر بالانسحاب كعادته بهدوء. وغير مبال بالعيون التي ترمقه حتى ولو كانت تتهمه بانه جبان ويلقى بنفسه في احضان وحدته التي عشقها .. هي وحدها بانتظاره هناك خلف اى ابواب مغلقة فيجد عندها الامان ويكون مع نفسه في التحام وانسجام تام اصبح يشعر بالاختناق كلما ضاق بمن حوله ، يشعر كان المكان صغر لدرجة انه لم يعد يجد لنفسه به مكانا او كانه اتسع لدرجة انه لم يعد يجد نفسه فيه .. ولكن هذه المرة ثمة شيء قد تغير لم يستطع ان يتناسى كل شيء بمجرد ان يلتقي بوحدته . اصابع اتهام طويلة منطلقة بداخل نفسه تشير اليه . تساءل بغم عن امكانية العيش وحيدا رغم مجتمعه الكبير . اهو على صواب ؟ اهو على خطا ؟ ولكن كيف يتجاهل الدعوة الملحة من الجميع ليفقد امتيازاته كإنسان مع انه يجاهد نفسه الترتفع فوق الواقع ليحافظ على تلك الانسانية اتهمته هي انه يتخلق باخلاق فارس ويعيش بحماس معركة الدفاع عن تلك الاخلاق وتابى نفسه التردى لهاوية يسمونها واقعا اصبح فيه التلون كالحرباء منتهى الشجاعة . نظر امامه وجد وجها كوجهه يقابله متقلصا متعبا وعن يمينه كان نفس الوجه انما دهش مستغرب .. وعن شماله آخر جاحظ العينين يلهث وجوه مثلها كثيرة ملقاة حول كل منها يحمل تعبيرا مختلفا .. هو اذن ليس وحده مع ذاك الوجه الذي يعرفه ويؤمن به الطيب الهادي النبيل الذي يتفهم كل خلجات النفوس حوله ويقدرها وبعذرها لا .. لا يمكن ان يكون وحده من اين هذا الضجيج بإذنيه الاصوات متداخلة في اعماقه بعضها ينهم وبعضها الآخر يبرر وصوت جهوري يفصل بين الجميع باصدار حكم كان محاكمة تعقد. تبين صوتها البارد .. ساترك البيت و... سالها بامتعاض .. ماذا .. اقصد لماذا ؟ سمعها تقول .. لا اريد دفن نفسى مع شخص لا يتلمس ارض الواقع الا لماما وبعدها يتوه في ملكوت خاص ذهب اوانه وجاء اوان، اذا لم تكن ذئبا .. - اتعنين انه لكي أكون واقعيا على ان اتخلى عن انسانيتي. - لا .. انما اعنى ان تكون ومضة الانسانية لحظة تضيء عثمات النفس اياما وشهورا كمعظم الناس وليس العكس كما هو الحال عندك فاتصالك بالواقع هو الذي يتم للحظة ثم تهرب ... ۔ اهرب !! انه مجرد اختلاف في وجهات النظر . فانا اجد انه من الواقعية ان تشمل اهتماماتي كل شيء ، ولكن يزداد هذا الاهتمام بكل ما يحقق الهدف الحقيقي من الحياة. ۔ ومن وجهة نظرك .. ما هو هدفك الحقيقي من الحياة. ۔ انه حتما شيء أكبر من استمرارية الوجود . انه الوصول للغاية للكمال .. للجمال.. هز راسه بعنف كانما يريد ان يوقف سيل محاورة لعينة تسلطت عليه وتاقف ساخطا .. المسالة أكبر من ذلك يبدو انها .. وقبل ان يدينها تذكر عدة مواقف خسرها لان للجميع نفس وجهة نظرها .. العله الوحيد الذي لم يستطع التجاوب مع حمى هذا العصر .. و ... وضح في مخيلته صوت امه تصرخ بوجهه ستبقى فاشلا طوال حياتك ولن تجد لك مكانا في الدنيا لو ظللت تقيس الامور بميزان الصائغ الدقيق هذا ... واختلطت اصوات الاصدقاء مع اصوات الرؤساء في العمل مع نظراتهم العدائية واستهزائهم وهم يتندرون بتسميته . الضمير الحي ، ولن ينسى موقف مرؤسيه والشكاوى الكيدية المجهولة المصدر .. اذن لقد وضحت الأمور فحياته اصبحت معركة. اف لهذا الكم من عذاب الحياة .. هو حقا اصبح يتذوقه بلا مرارة بعد ان الله وتحداه . وقدم المساعدة كاي جراح ماهر لبعض صرعى ذاك العذاب فاكثر الناس احساسا بعذاب الآخرين اكثرهم احساسا بما هم فيه وهم بالتالي اكثر تعاسة . هو يعرف انه غير سعيد ولن يكون اذن ما فائدة اى مبادىء او فکر او علم اذا لم يجعل صاحبه سعيدا ... اهذه هي المشكلة ؟ شعر بوهن كانه مريض ولكن سرعان ما نحى الفكرة عن راسه متسائلا .. أهي وسيلة اخرى للهرب ... ان كان لمة اوجاع عندى فهى هنا وهنا واشار لراسه ولقلبه. طوح بنفسه على سريره .. دون ان يغلق بابه بالمفتاح كعادته واخذ يتقلب على فراشه ولدهشته مازالت الوجوه المتعددة تحاصره جلس و اسند ظهره على السرير محاولا الانشغال بای شيء .. وقعت عيناه على قصاصة ورق بجانبه بخطه قرا ما بها وكانه فتح على نفسه المرهقة بابا من ابواب الجحيم كانت مقولة لديستوفسكي اعجبته لانها لمست وترا ما بنفسه تقول . احببت وتعذبت وكرهت وتعذبت ووقفت بعواطفي على الحياد وتعذبت ورغم كل ذلك .. عشت ..
نفخ من انفه ساخرا اية عيشة تعنى أيها الكاتب العظيم .. اتعنى الوصول المرحلة الاعجاز في تحمل جرعات العذاب حتى تستعذبه او تدمنه هذه الماساة بالنسبة الى لشد ما أمعنت في الاغتراب حتى اصبحت اعيش مرحلة قصوى من اللاحب واللاكره، وهي كاعصار يجتاح الكيان ويترك بصمات فزعه على الوجوه الذابلة وعلى الأبدان وتنتهك الافكار الحره فيبدو الوجه بعد تلك الموجة قاسيا او ساخرا . أو لربما خبيثا مع انه الضحية والجرح. ما اصعب ان ترتد اليك احاسيسك لانها نبيلة تقذف بوجهك بلا رحمة . صعب جدا ان تشهد نفسك وهي النبع الصافي تتحول المصب الغضب جداولك التي انسابت منك متوالية رقراقة تمنح الحب والصحبة الحلوة بلا توان وبلا ادنی انتظار اذ بها لو عز الامان تجتاحك عجلي غضبي كانها طوفان عائد للمنبع .. لك .. لعينيك .. لقلبك . لاحاسيسك .. همجية تقرية تقتلع كل شيء فتخص بادىء بدء .. ثم تشرق .. ثم تغرق .. ولو انقذت نفسك هي حياة بالموت اشبه بسنين العمر تكن تحت وطاة التساؤل .. لماذا كنت مرمى مباحا لاهداف غير نظيفة ؟ اصطدمت عيناه بوجوهه المبحلقة فيه وتوجع هل رفضتني التي احببتها اكثر منى لانها كرهت في اسباب فخری .. انسانيتي ؟ هي والجميع يريدون فرض حقيقة بشعة على نفسي. هي ان لا اكون كما اريد... الكل يريدك لابسا ثوبا غير ثوبك ليحترمك . الكل يستفزك لتخرج عن طورك وتكون غيرك لبنافقك. تنبه وحدته مبشورة لم تؤد مهمتها فمازال متشنجا غاضبا والاسوا انه يفكر بشكل جديد وكان نفسه تخلت عنه ليتردى بهوة سوداء اكان احمقا منذ البداية .. أم كان طيبا نبيلا " لعله لا فرق بينهما في الزمن الصعب .. ولكن شعوره وكانه لم يخلق الامن اجل الغير دفعه للتخلي عن ذاته لا شك فيه ليتصل بتلك الذات المقهورة في الاعماق وينحنى امامها مؤكدا فخره بصبرها وانه لها رغم كل شيء و في ظلال واحتها سيحاول تخفيف شقاء الآخرين. هدات نفسه وكانه ثانه وجد مرفا لاحت على جوانبه اضواء ارض حقيقية سارت خطواته القهقرى او للانحدار لهفي ثابتة انبعث فجاة على جوانب حياته الجافة مشروع ابتسامة لا ... ليس منه بل له .. من الأمل الذي احتل نفسه فعانقته و شدت على يديه وشيء من عتاب حلو ليجلو النفوس وابتداء الخطوة الأولى في الدرب الجديد. ضحك من اعماقه متعجبا لقد تم لقاء كان منذ ايام في حكم المستحيل بلا معاهدة صلح بلا ادنى شروط .. ساجد مکانا یا امی .. وساهجر وحدتی و برجي العالمي والوصايا المنمقه على الضمير فوادعا ياخراب وفتح بعنف كل نوافذ نفسه وابوابها على الدنيا لتدخل وتحتويه كل الأمه وأماله. ادهشه التغير الذي طرأ عليه وكانه استرد اشياءه الضائعة في زحمة مسئوليات نبله المفرط صرخ بفرح طفلى وجهي عاد الى وضحكتي اطلق سراحها وعقلى الفرج عنه وحماسي يغزو شرایینی و بشر طفح على الوجه فساله عن السر اهو حب جديد او طفولة جديدة بل هو الحب الذي ولد الان ... وهو الطريق المحبة الآخرين وطفولة ساكنة فينا تجمدت خلف الايام خوفا او خجلا او عجزا عندما كبر الجسد وحشى الراس بمعلوماته وامثلا القلب بالهموم تطلب منا بالحاج أن نحبها لتنعشنا وتملانا من عبثها وصفائها. تسلل ضوء الفجر الجديد وانعكس المرأة الوجوه التي اخذت تتجمع وتصبح واحدا مسترخيا مطمئنا قال صباح الخير ياوجهي العزيز وضحك مقهقها وانطلق مسرعا ليوم جديد وطريقة جديدة للعيش عليه ان يقتنص له فيها وجود.