عندما أصبح الزمان ميتا 
لا اعرف تماما متى فقد الزمان قيمته ولم يعد بالحسبان .. اصبح مينا حيا، كاى كائن بشرى وجده نفسه فجاة بلا احتياج بلا ضرورة لوجوده وبلا هدف كايامى الاخيرة هذه التى احياها بإنتظار سقوط ورقة الوداع شعور غريب،اعترى النفوس منتكرار نفس الاحداث نفس الاخطاء .ياس تاود فى القلوب بعد فقدنا هويةالانتماء لمكان. لارض. لبيتواسرة .. اخطانا اذ ظننا ان هناكمجالا للخيار حيث لا اختيار فاما لناالارض الون واما نحن لها الوقودرغم سنوات الهجرة الطويلة . رغم التشرد كثيرا ما حاولنا التشبثبزمان ومكان ليسا لنا لتستمر الحياةلنعيش ليوم توضع الامور فىنصابها، كبر الصغار فى الديارالغريبة والكبار يعدون السنينوبتحد عجيب يدفعون بنا نحنالشباب - لان نعيش حياة طبيعيةرغم انها متقده فى الاعماق بانتظاراليوم الموعود. اوجدوا فيها متسعا لاحلامناوأمالنا لنقهر الياس ونينى حلمناوكبر فى صدورنا انا وثائر بلحظة منالزمان ومكان يتوج حبنا لقاء وارتباطابدى بات وشيكا وبدل ان نسقط بينذراعى الفرحة الموعودة سقطنا بينذراعى فراغ .. ضياع بلا حدود لازمان ولا مكان .. تاه عنا الزمان لانناتهنا ذات يوم عن المكان وجلدتنا بعدحرب خاطفة حقيقة مرة انه لا يحق لمنكان بلا ساوى ان يحلم بعد ان استكانفيه الرفض وانطفا الاباء. كاى عاجز يرقص على كرسيهمحاولا اثبات قدرات مشلوله لتستدرالاشفاق او الازدراء .. دخلنا حصارذلك المدار الذى بدا بقطعة ارضصغيرة وانطلق يستقطع وهناكالمزيد بانتظاره باليد الضعيفة التىلبست قفاز الساحر فطالت اى شىءوبددت كل شىء حتى الامانى منالقلوب والامان من النفوس وبدونابوجوه لا تستحق حتى الاشفاق اوالازداء. امتدت يده لبقلبى واختطفت فرحةالحياة وكما حرمتنى وهى مستضعفةابى وامى قبل عشرين سنة حرمتنىممن كان نبض الحياة وشعلتها وكلمن لى فى هذه الحياة. تربينا معا فى حضن امه - خالتى -بعد ان فرت بنا كغنيمة من بلادنا هربامن الدمار والخراب هدم بيتنا وماتابى وامى ونجوت - ربما استجابالله سبحانه لدعاء أمى يوم اعطتنىاسم حياة لانجو من تلك الايامالسوداء ، تركانى طفلة وحيدة لمتتعد السنة فاحتضنتنى خالتىوربتنى مع ابنها ثائر الذى يكبرنىبضع سنوات. علمتنا ان نحب بعضنا وارضناوغدنا المامول وعشنا فى بيت صغيرمتواضع على كتف جبل ، لم نخترهبقدر ما القينا بانفسنا اليههما انشعرنا بالامان ، ومنذ ذلك التاريخالبعيد لم نفترق ابدا، حتى دقتساعة الخلاص، كما اعتقدنا، فقدمتخالتى ابنها وحبيبى كاعز ما نملكلواجب وطنى ، سنوات وهى تعدهله، وتشحذه بالتشرد والذل والكفافالذى عشناه، كانت واثقة انه سيعيدالابتسام للوجوه والكرامة للنفوسوذهب يحمل كل ذلك ولكن لم يعدفتهدم ما بنت وضاع ما تمنت وتوقفتالحياة. بقيت لنا بعد ذهابه ملامح وجههالحبيب كله عزم واصرار ويد تلوحمودعه مشجعة وواعدة والاخرىتحمل سلاحا متواضعا ذخيرته قلوبالشباب وحماس محبيهم وزغرودة فىعيون الشرفاء لميلاد ابطال جديد بعدطول عقم . فرحنا .. استبشرناتفاخرنا واهم من كل ذاك تبدل الامل الىيقين.
كثيرا ما سمعت خالتى تؤكد - لاادرى ان كان لنا او لنفسها - انهعند - عودة ثائر مجبورا بتحريرالارض سيكون زفافنا كامل الفرحة .ولكن الايام تمر .. وتمر وتتكومشهورا وبهنت كل تلك المشاعر اماماجتياح الاشتياق واللوعة للاعصابواعتصرتنا وحدة ثقيلة فى غربةحقيقية تستشعرها لاول مرة دامية ولانريد دفعا لها. تكدست الاعوام ، دب الياس فىالقلوب ، فقدت الايام معانيهاوالاماكن بهجتها وان واظبنا علىارتيادها لنسال عن الحبيب الغائبنريد الجديد ، ولا مجيب، ومع ذلك فجوابها صريح لا جديد، انه مجهولالمصير، لا احد يعرف شيئا عنه.كانه نكرة، وليس بنجم، وليسبامل ، ولا بفرحة عمر .. عجوزتاناحداهما فى عمر الزهور أمه وعروسهيلحان فى السؤال عنه انه ليس معالشهداء ولا مع الفارين اذن هو ميتحى وحياتهما كذلك اللهم الامزيدا منالسقوط بين برائن وحش شرس اسمهالعجز يتوارى خلف جدار كل يوميصبح اطول حتى سد وجه السماءاسمه المستحيل هو ميراث حرب دامتما بين غمضة عين وانتباهتها ومع ذلكبدلت من حال الى حال إنطفا وهجنفوس تاجيج من هدير الاذاعات عنانبثاق فجر جديد لشعب وارض ، و ..ثم نزفت القلوب وجو المستضعفين ذلاوحسرة فشلا واحباطا .. ومات الكلام.. كل الكلام وانكسرت عقاربالساعات واصبح المكان الذى كانقصرا منيغًا بنظرنا وخالتى تعدهلعرسنا ذاويا واصبح يعنى محلاقامة كالقبر تماما .. يضم اشلاءالغائب الملتصقة مع اشلاء نفوسنا .ويضم فستان عرس اصبح هو الآخرذابلا مصفرا ( مكرشا ) عجوزا مثلىورائحة الانتظار المرير تفوح منه شىءواحد بقى زاهيا فى مخيلتى يومارتديته ليراه ثائر قبل رحيله حاولتخالتى منعه صارخة لا يجب ان تراهيقولون ان ذلك شؤم فدفعها مداعباودخل ورآه وصاح بفرحة وزهو كماتخيلتك طوال عمرى احلى عروساستحضرت الصورة واشعر به كانهيحتوينى وابادله شعوره ان اعطيهكل وجودى ثم تتداعى الصورة ..واتحسر .. واتذكر الحقيقة المرة ذهبولم يعد وتركنا نقتطع ايامنا ورقةورقة ونذبحها ساعة ساعة .. سكنالسام الفاضح عيوننا باننا انتظارسقوط الورقة الاخيرة لتنطفىء نبضةالحياة وتتعدد مثخنة بالالم صرعىتتلوى تتعرى ليعرف مواطنالجراح. يوم وداعه تنازعنى قلبى وعقلىحبى يهيب بقلبى ان يدافع عن نفسهان أصبح به لا تذهب لا تتركنىفالتضحيات الفردية اوسمه وقتيةسرعان ما تنسى قد تكون كما تقول لىدائما بذرة لشجرة ولكنها ضعيفةعقيمة، قد تكون شوكة فى الحلق ولكنالموقف كبير وبحاجة لسكين تغرزبالقلب. زغاريد خالتى تهيب بعقلى انيشجعه فهذا يومه كنا نظن انها ساعةالخلاص .. وانتصر العقل ولوحت لهمبتسمة مشجعة مؤكدة انىبالانتظار. لم اكن اعرف انه سياتى يومالنضوب وينفذ منا كل شىء .. الحبتململ تحت ركام السنين والصبرتهلهل من تعلقنا باذياله طالبين منه انياتى بالفرج والحلم ضاق منالاستجارة به ليجلو غضب الصدور.والعقول ارتاحت وباحت بتبريراتواهية وقبلناها وتقاعس الفكر عنالخوض وراء علة ما حصللم اكن اعرف ان الثمن الغالىيدفعه البعض دون البعض الآخرليقبضه البعض دون البعض الآخر. لم اكن أعرف ان ورقة خالتى عندماتسقط بعد سنوات سابقى وحيدة معكل الهم والحزن مع كل الخوفوالياس .. وهذا ما حصل فعلا. تجسمت ماساتى بعد ان بقيتوحدى .. وحدى مع الدنيا .. وحدىمع نبضات ساعاتها الرتيبة الد اعداءالانسان المحزون .. وحدى مع بركانافكارى المتدفق حمما لا ترحممتشعلقه بحيال واهية من انتظاريائس مسمرة بمكان فقد ابعاده ،وزمان يتلكا بمسيرته سائرا باتجاهواحد لن يرتد ، مهما تعذبنا مهماتوسلنا او ندمنا . اصابنى وهن العجز الذى كثيرا مايحجر على اى منا فيتركه مفككالاوصال شارد الذهن اعشى البصر.وكلما اردت ان اتحرر منه اشعربوجودى بدبيب الحياة تسرى فى .وتحركت ارانى انطلق لاى مكان بلاهدى وكلما تعديت لحظة ورميتهاخلفى تعدانى الزمان ودفعنى امامهسابقى وزمانى ومكانى وصمتى الثائرشىء واحد هو الوجود، وجودمشروط طويل الامد ، تنقضى لحظةلتلد لها اختا. تنجز خطوة لتبسطامامى اخرى. شىء واحد يربطنى بتلك الدوامةاريد زمانا لابحث عن الغائب واريدمكانا ابحث فيه اريد ان اعرف ان كانتاشلاؤه قد تناثرت بمكان ما من عالمناالمدنس هذا او ان كان اسيرا مهانابمكان سادت فيه الرعاع .. سابقىمنطلقة نحو المجهول احاولاستجماع شتات فكرى فيابى علىيرفض اعطائى القدرة على التركيزلافهم هذه الظواهر المحيطة بىحينا، والتى تعتصرنى من الداخلكل الاحيان ، فاضطرب واصر اناواصل بحثى .. عن .. عن يسعفنىلسانى المتيبس فى حلقى يلوكبصعوبة كلمات كانها العبثابحث عن اللاشىء فى اللاحدود .. فاهذا الذى تقول .. وانا ألتى بحاجةلكل يقظة فكر .. اتصيد احاسيستنبع من اعماقى فأدفعها لان تتخطىحواجز الحواس وتكسر الدائرةالمفرغة المعتقله بداخلها ليس مهما انافهم بقدر ما يهم ذلك الزخم الذىتمنحنى اياه لأتحرر واعدم الزمانوالفى المكان . اللذين يحركانمواجعى . الزمان والمكان .. ماذا يعنيان .. بلكيف يحصى الزمان ولم .. طالما هو بلاانجاز، كيف يجمع وهو فارغ]كماتجمع المسافات كما تطويها ام انحضيلته دائما بقدر حجم الاحزان اذنفرمانى لا يحصى وخطواتى لن تقاساهما حقيقيان ام من ابتداعنااهما جرابان فارغان علينا ان نملأهمابوجودنا الدامى .. لا لم يعد بى رغبةان اكون مجرد مادة تتحرك ضمنهاواخرج من حتمية تحركهما بوهمالاستمرار لان الحى ابقى من الميت ..اشعر بالانحسار عن الحياة من ازدياديقينى اننا معقل عذاب .. نعم نحنكذلك رغم كل هذه اللامبالاة المزروعةفى عيون لا ترانا واذان لا تسمعناوقلوب لا تفقه حجم ماساتنا التىوادوها دون اشعار . اتحد مكان خاو بارد بزمان متدفقغير مبال فتداولا اللعب بنا والمغامرةعلينا احدهما احتوانا والآخر قيدالخطوات زمان صفيق احصى عليناانفسنا ومكان لا اثر للود فيه كيفالانفلات من عمق العلاقة معهما. تذكرت قول ثائر ذات يوم لن تكسرحواجز ازلية حتمية الا بالموتالوقوف على حياد خارج مدارهما هوالفناء لانهما لا يوجدان بنفسيهمامعزولين عنا .. انتشيت هو الموتاذن . ولم لاام سابقى مغلفة صرختىبصمتى . تواجهنى ابتسامة فارغةمعلقة امامى على حائط جيرى بارد لاتعدنى الا بالمزيد من القرع تهددنىبلحظة قادمة تحكم علينا بالانحساروالافول ليبزغ نجم جديد .. ولا عجبفكم من لحظة اطفات قلب متشبب بهاقد اضاءت قلب بائس منها وكم منمكان شهد ميلاد اروع الاحاسيسوالنفوس هو بذاته شاهد على ميلادخسها. تراءى كل ماحو لى سراب .. عدم ..بلا جدوى .. ثم بدأ كبحر كبير هائجولم اقاوم رغبتى ان القى بنفسىاليه .. اشتقت فعلا ان اغرق فى هذاالبحر المتطرف الاحمق فليس له مديدنينى ولا جزر يقصينى .. على هواىاغوص للاعمق نحو الابعد كاننىاطارد غنيمة او افر من جريمة .. لعلكياثائر هناك خارج النطاق كسرت كلالحواجز وتفردت بملكوت خاص هااناذا الحق بك والتحم بك للأخوف بلاخزى وبلا انتظار واعيش معكبكليتى بحرينى ويتحقق الحلم. .