بیني .. و بینك الموت .. الحیاة .. والعاطفة ۶
قبل أن أتحدث عن الموت أقول إن الله قد خلق لنا الموت كما خلق لنا الحياة . إن الوصول الى نهاية الحياة بالموت هواكتمال للدائرة التي ندور فيها طوال فترة الوجود. الموت ليس شرا كما قد يعتقد البعض بل هو حالة طبيعية وحتمية.كم من ميت مازال حيا بيننا وكم من أحياء لكنهم اموات. قد يظن البعض أن ترتيب هذا الثلاثي على الشكل السابق يعطي صورة معكوسة لنظام الحياة لاعتقادهم أن لا بداية لحياة دون العاطفة و لا حلول لنهاية وعبور الى عالم الموت وما بعده إلا بعد حياة هلا تساءلوا بصدق ان كان الموت فعلا نهاية أم إنه بداية لبداية ؟ حسم لموقف طال او قصـ استعدادا لعبور نحو الق ازلي لتتمة مشوار حياة . إبتدات بصرخة احتجاج او ابتهاج وانتهت باستسلام قسري لانشطار النفس بين روح وجسد وفض اتحاد تم بكلمة قدسية "كن". إذا ما سئل احد ان يبحث بجدية عن سر كلمة الموت ولم يجد جو جاهزا في داخلة فهذا يعني انه يضلل نفسه فالمعنی مستقر منذ في كل نفس، تذكره في اليوم الواحد مرات ومرات. هو وميض مثل قنديل يطفى ويضيء معلق بين الرئة والرئة . هو صدى حقيقة الوجود. فإذا الاحياء فأين يعيش الذين يولودون . وإذا لم يكن مقابل الحياة الموت فإن الحياة تكون عبثاً في عبث. حدث جلل لا شك ، حدث متمم لحدث مخاض الوجود الاول میلاد بخلاص نفس من نفس حدث عظیم تحتفل به الارض الطيبة المسخرة مع كل ما عليها ومن عليها تتلقى الجميع على بساطها الخصب تنفعل بهم ولهم . و لا تجد النفوس القادمة تترى والراحلة بعد لاي ، بداً من اعتناق مذهب الوجود أن يحب وجوده حتى العشق حتى الشعور بالملكية، بذلك تكون قد بدأت في ممارسة اول ظواهر فطرة الانسان، غريزة التملك من أجل الرغبة الاقوى استمرارية الوجود. وسواء من أخذ حتى اتخم أو من عاش حرمانا أزليا فالجميع سيغادرها تباعا و لا مفر. لعل الخروج من الدنيا حالة مخاض أخرى حيث يتجزأ الفرد بين عدم حقيقي ووجود حقيقي . اما عن مدى صحة هذا القول فمن حق العقول ان تستجيب لمن خلقها وتتساءل لتعرف كل شيء عن الموت وما بعد الموت على الرغم من صعوبة الامر ومخاطره. يعيش الإنسان لحظات وجوده بین شیئین متناقضين . فترة الم وفترة قد نطلق عليها سعادة ، وإن كانت في حقيقتها فترة تخلو من الم فنتمسك بها كوسيلة لإطالة فترة غيابه. إذاًفا لالم إحساس مرهق مرافق للحياة شئنا أم ابینا شان كل تناقضاتها. يأتي احيانا مما يحيط بنا وأحيانا أخرى من انفسنا واجسادنا،فاياً كان المصدر فإن النتيجتة واحدة. يصهرنا يحصر حياتنا في مجاله الضيق ويبعدنا عن الدنيا،نصبح مع الالم غرباء عن انفسنا وعن حياتنا وعن الاصدقاء. في لحظة يبدو العمر صدى لصراخ متشنج ، بل قد نراه عبثا، معارك بلانتائج ثابتة او واضحة بين خير وشر. العدل القول الفصل بانتظار صحوة الانسان ويطول الانتظار ويمر العمر في صراع، لا ترد على الخواطر محاولة الاستمتاع في الايام السائرة مثل نهر متدفق في اتجاه واحد ومحدد..بل قد نساهم بانفسنا في تمزيقها. نكره تداولها. كرها وفرها آثارها علينا وآثامنا فيها. ما اكثر اللحظات التي نتعامل فيها مع وجه الحياة المظلم. في لحظة عذاب جسدي او روحي، في لحظة افتقاد الأمن والأمان، تليها لحظة تشعر بها انعتاقنا حتى ذواتنا القهـر الأزلي والظلم المرافق لنا كظلنا، لحظات کثيرة لا تحصي کئيبة وحزينة فما لذي يهون علينا كل مصائب الدنيا وهمومها ؟ مالذي يشق بارقة نور هذا العقم ؟ أن تتذكر اننا عابرون فقط ، ضيوف فقط، كم تنتهي في لق تكون ملكنا لحظة لن يكون ممكنا الرجوع هندود بالصمت ونحجم عن طرق باب انها النهاية. باب واحد سيفتح وندخل عالما جديدا في كل شيء العذاب إن وجد قباطله فيه رحمة.