الواحة الخضراء .. حقيقة أم هباء ؟ 
نعم اننى ضجرة .. مخنوقة انا.. لسنا آدم وحواء ليكتفى كل منا بالآخر . اريد ان احيا في مجتمع سليم اتطلع باعجاب لقمة الهرم فيه، واتساند و اساعد من يجاهد للصعود اليه لا .. لا اريده مجتمعا ، افلاطونيا كما تظن ، بل اريده سليما فقط مبرا من امراضه المزمنه حاول ان تفهمنی لیست شکواي منك .. بل حقيقة اقولها لو جعلت الدنيا ملك يميني وخيرت قدرى وطريقي وكل أمالي لما رضيت حياة بدونك .. فانت وحدك من يستطيع ان يجعل ايامي تزهر ورودا وياسمين ولكن .. كل ما عداك موحش وكل ما حولنا كئيب ، وانا وانت نواة يلزمها الوسط المناسب لتتفاعل به ومعه. ابحث .. افتش عن اطار جميل يضم لوحتنا الاجمل . عن واحة خضراء لنبع صاف لباقة ورود امانينا الدائمة العطر ، عن اجواء نقية لقلوبنا النظيفة ، اعترف اعياني البحث وضاق صدري . تهنا في هذا المجتمع المتعثر ورغم ما بنا من مزايا لم نستطع ان تقاوم الوحدة والغربة. نعم اغرق في بحر من الوحدة رغم انك بجانبي تتفاني بالحب بالعطاء وعندما اتجاوب ، اشعر بدبيب الحياة تسري في الكيان يخدرني لحظات ثم اصحو على ما حولى حتى ليخيل إلى انما نحن نعيش في المدينة الملعونة حيث كل من بها مجرد احجار وتماثيل باردة مملة ، فاتوه.. المس قلبي اجده باردا كقطة ثلجية وجهة القلب حيث انت تتفعل بك ولك ولكنها تفشل ان تذيب كل هذا الجليد. المس روحى اجدها مكورة على نفسها مشدوهة كانها كرة مطاطية مشدودة بخيط مطاطى ايضا ما ان تلمس او تلمس شيئا حتى تفر منه ثم تعود اليه لتنفر منه من جديد غاضبة بادىء ذي بدء مستسلمة لحركاتها الايقاعية الرتيبة المملة حتى تتلامس مع اى شيء من جديد لتتعاود القرار مرة اخرى اشعر بها في غدوها ورواحها يحدوها امل كبير ان تجد ما تتلهف بالبحث عنه لتتحد به. المس جسدى اجده متراخيا متخما فلا شيء يهم كل ايامه ولياليه بانت سواء اعتياد .. اعتياد لدرجة العرق.. شيء واحد اجده ابعد من ان تلمسه يدى واقوى من ان يستسلم هو عقلى متمردا قاسيا لحوحا بسؤاله عن فائدة الوجود الميت او معنى لهذا العدم الموجود ، وهل تناقضها حقا قائم.. وماذا اسمى الركود الذي اصاب معظم العقول وكيف ولماذا كفت عن العطاء المجزى وعقلى هذا ما الم به .. لما ذا يلهث وراء اشياء اكبر من استعداده .. يصر ان يعرف يصطاد المعلومات ويضيفها لاحصاءاته منهم غريب وكلما عجز عن الاستيعاب حين منتفضا ثائرا متسائلا لماذا .. ثم ماذا ؟ اتری ایرضيه وتحل أزمته ان يجد الشخص المناسب في مكانه الصحيح والحدث المناسب ، المكان والزمان المناسبين ايضا. عيناي لا تستملحان ما تريانه . الوجوه كلها تحمل علامات التعجب والاستفهام لدرجة البله. لماذا كل هذا العناء اسالها ان عليك بنفسك افعلي شيئا. والاذنان ملتا هذا الصخب البور فكل ما يقال كلام مستهلك مسجد قديم لا يستحق الانصات اصوات هي ضجيج وحسب. هكذا كل ما حولنا عدم رغم انه موجود لا اراه ولا اسمعه ولا هذا القلب البارد يتعاطف معه ولا عقلى المكدود يستسيغه ويتحمله . ماذا بما فعل لولا وجودك لولا دفء حبك واسعة مداركك وصدرك لو اننى اكتفى بدل فعلا وقولا لارحتك واسترحت صه.. يخيل الى ان روحی ارتطمت بحاجز فالتقطها وها هو في محاولاته. المخلصة لتطبيبها من جراحها يمس اشياء عظيمة في كياني فاحس واسمع واری و افرح .. لابد انها نقطة البداية وسيتم الشفاء ككل الامواج وبعدها ستشفى النفوس والقلوب وتجود للانسان انسانيته واصحو على صوت . التمرد والعصيان والجدل العقيم وهبوط فجائي نحو قاعدة الهرم والتشبث به حيث كل شيء مضحل مثل ای انسان استطاب المقام هناك فأشعر بضباب يحيط بالنفس ويصبح كل تحسس شوق به مجرد هباء وسراب فاغرق من جديد في بحر الحيرة..
والصمت رغم كل هذا الصخب الغوغائي .. لو تمت عملية الاستشفاء وتمت عملية المصالحة بين الفرد منا ونفسه ووعت الاذن ما يقوله اللسان ورأت العين اختلاج الجسد بعودة الروح اذن لاستجبت والتحمت بهم وتبدد السراب وبنينا لنواتنا مأواها بسلام. انتظر معى ذاك الاجل فقد يكون قريبا رغم اننا نظنه بعيدا.. ها نحن منتظرون.