النور المفقود
افتقدتك ذات يوم عندما تنبهت انني احاول وكل عمري الصعود على صخرة ملساء بلا جدوى، اغرتني بملمسها الناعم ، اغراني فيها انها لم تجرحني وتدمني ، ولكن اخيرا شعرت بالاحباط والقهر فبحثت عنك لتمدني بالقوة فلم اجدك افتقدتك يا ايها الشيء الجميل الذي يسكن منا الحنايا ، ومنه رقة الحواشي . ودماثة الخلق وبه تستحيل ضوضاء النفوس الى هدوء والقلق الى سلام والمهانة الى احترام ... والاحباط الى تفاؤل والضعف الى قوة. افتقدتك كذلك ، على كل الوجوه،على كل العيون .. مع لهجة الكلام مع اي سلوك .. خبا نورك واعتصرنا الم الاحتضار وبدا .. البحث عن بلسم يحيي هذا النور المفقود بحثا في كل مساحات الارض مع انك ملقي بداخل نفوس قاسية لاهية ... ولن تستجيب لاي علاج وتعود للاشراق مهما بذلنا ما لم ترق تلك النفوس وتتنبه... فجأة نراك مطاردا مرهقا ثم نراك مخفورا اعتبروك مناهضا للمدنية ومعاديا للتقدم والحضارة استنصروا عليك ملاذك والتي سرعان ما تكون امارة بالسوء اغروها . بالوعود والاماني فضعفت ووشت بك فاستكنت وتشردت بداخلها وتهت في دهاليزها المعتمة الشديدة الصقيع وتجمدت وانطفأ النور مرة اخرى مرة اخيرة.. بين عشية وضحاها وجدناك في براثن اخطبوط لا يرحم تعتصرك اياديه الكثيرة فتجحظ منك العيون ويذرف الوجه السموح .. وفوجئوا بان قتلك لن يكون ولن تموت ... هو وعد الله ان تبقى مزروعا بالنفوس قد تزهر وتورق ويتنع وقد تذوي وتتساقط .. قد تصادفك ارض صلدة فلا يكون لك فيها وجود.. وضعوك على منصة وطلبوا منك المثول بين ايديهم للحوار فكانت محكمة سموها حوارا مع انه حوار معد شان كل من لا يملك المنطق فيعد الحوار قبل بدء الحوار كذا من يفتقد الحجة يعد الحكم وحيثياته قبل بدء المحاكمة.. سالوك عن اسمك ....وتجاهلوا ردك :: انما انا الايمان انا جوهر الحياة .. واجابوا بانفسهم انك مداهن كبير تختلط كل الامور على النفوس عندما تدس انفك فيها . سمعتك تقول من يستطيع ان يقوم باي عمل بدون ایمان بسبب وجدوى ذاك العمل وكل ايامكم مشغولة بالعمل وكل عمل لابد ان يكون مشحونا بالايمان. لم يسمعوك واجابوا انك لست الا قيدا غليظا تعيق حركة الحياة تكبل العقل ولم نر في اي وقت من الاوقات ان نورا قد جاء من وراء قيود ... لقد منحناك دورا روحيا فقط فلم تقتصرعليه لذا.. صرخت بصوت مجلجل .. ان هذا الايمان جاف .. صامت سلبي ولا اثر له على الحياة العملية لا يريده الله وهو ليس منى ... انني الايمان الحق المحب لله المنفعل به وله اشعر بمراقبته في كل اقوالي وافعالي فأتقنها وهذا لعمري ما يدفع بعجلة الحياة للتقدم .. انا الضمير الحي. استانفوا اصدار حكمهم وكانك تصرخ بواد وهم بواد اخر لذا وبما انك ترفض الاستكانة وتريد ان تقوقعنا نحكم عليك بالنفي حتى اشعار اخر ... ورفعت الجلسة همست ساخرا لكل العيون الاسفة لا لم نصل لطريق مسدود سانفلت كفراشة وانطلق لآخر المدى وابحث عن طريق جديد لولوج هذه النفوس ... فتصحو وتفهم وتقدر وينصلح ما بيننا .. ونتآلف الارواح ونتوحد الخطي نحو نور النور ونجتاز هذا الظلام. بعد تلك المحكمة وبعد سنوات من نفي الايمان لاعماق مهجورة ناسية ماذا نرى اي حضارة واي تقدم سوى المزيد من الشح في الايدي والقلوب .. وهاكم نتاج العقول التي سارت بلا ايمانها ، ونتاج سواعد بذلت طاقاتها بلا ايمانها ، ونفوس فقدت ارتباطها بايمانها ، هذر في هذر. واين كلمة الحق واين العقول الجادة .. والنفوس الحرة الابية ... انما كل هؤلاء بحاجة لفارس باوصاف اصبحت خرافية في هذا الزمان لانها مثل اوصاف السيف بلا تنازل مثل اوصاف الرماح بلا تخاذل مثل اوصاف الضياء بلا منازع وكل هذا يعنى الايمان الحقيقي.