الفك ر الصهيوني وجدلنا العقيم
هذا العالم الشفاف من حولنا بات وضوحه يعذبنا ، كصخرة سيزيف يدنو منا ويبتعد ، يبهر انظارنا ويختفي . تلامسه اصابعنا فيتلاشى تصب وسائل اعلامه في اسماعنا عجبا. فنرى بلا مواربة مدى عجزنا عن مجاراة فنون الحياة المصعدة ابدا . لا شك انه يترك وثبة في العقول الخلافة عندنا ولكن هم كمن يغني بالطاحون فقد اعتدنا ان نهرب من وضوح الرؤية وموضوعية التفكير من رؤية الواقع بلا زيف ونسقط في دوامة الاسفاف والجدل العقيم نعيش بذلك الاحساس المتواتر نستقبل كل صباح بتفاؤل وعزم ولا يجيء المساء الا ونحن في تكسر وخضوع غير مبالين بما نهدره من وقت و مال نهيم كفراشات حول الاضواء ومتعالين فوق الهموم والاحداث كفقاعات الصابون.
من الطبيعي أن نتساءل لنعرف لنتعلم بدل الاستسلام المخيف لمعاناتنا العميقة والسحيقة التي تزكي اوارنارها ادمغه وثابة جريئة متحلله من كل المعايير فمنا فئة مقهورة مغلوبة على امرها امام ترف الآخرين واخرى مبهورة بسذاجة تتساءل ان تغيرت فطرة الانسان واصبح يولد ذليلا بلا انفة او عزة وغيرها تناضل وحدها في محاولة انتحارية لانقاذ ما يمكن انقاذه والغالبية واقعة في براثن حضارة مروعة اول ما سقط ضحية لها العدل.
ان الطغيان الذي يمارس الان ومنذ سنوات طوال في وطننا المحتل كفيل بتدخل السماء لولا وعد الله بان يبق في الامة من قدراته فوق مستوى الكلام الذي برعنا فيه ايتم ذلك ؟ والامة غارقة في الجهل غارقة في امية فريدة فهي تقرأ ولكن بعقول مغيبة حسنة الظن لدرجة السذاجة بريئة لدرجة القحط . تبقى اعمالها بالنيات من ادق خلجة في النفس وحتى مداهمة الخطر العظيم نشعر لاشك ولكن سرعان ما يشل الشعور قبل ان يدفع
بنا للجنوح مع اننا في ممارساتنا الجزئيات الحياة التافهة ننشط ونتباري وهي لا تثبت بحال اننا مخلوقات راقية جديرة بحرية الفكر في الخيارات التفاضل بين اللباب والقشور .
هناك في الارض المحتلة مستضعفون مثلنا لكن تحرروا من زيف الدنيا تمردوا على الذل والقهر ودخلوا طواعية او عنوة في مواجهة حقيقية مع العدو كان املهم لا شك في هذا ان يهب اهلوهم لنجدتهم بعد . اطلاق شرارة الانتفاضة فيتداعى باقي الجسد بالسهر والحمى وتتحول الانتفاضة لثورة عربية شاملة عقيدتها الفوز باحدى الحسنيين ويتصدوا لتلك الدويلة التي تتوسع وتكبر وليس في جعبتها الا الارهاب عقيدة وفكرا وسلوكا.
ان معرفة الفكر الصهيوني المتمثل في القوانين والبروتوكلات التي الزموا اشياعهم باعتناقها كشيء مقدس من الاهمية بمكان بحيث يجب دراسته وتوصيله للقاعدة الشعبية العربية البسيطة كواجب قومي وديني فهو يعطي على الاقل تفسيرا لكثير من مظاهر تعاسة الحياة التي نحياها سواء اكانت تلك المظاهر سياسية او اقتصادية او اجتماعية او اخلاقية مرعبة ونعرف لماذا نخوض في هذا الخضم الشرس دون ان نتواءم معه او نرفضة بجدية مع اننا نراه كاخطبوط يشد الخناق على كل الاعناق ليس احق من برتوكلات صهيون بتلك الدراسة الجادة والتي تترك دارسها بذهول من هذا الكم من الحقد والكراهية والقسوة حتى ليخيل للفرد منا ان الشيطان مجسد وضع هذه الافكار وسهر على تنفيذها وامامه هدف كبير افناء كل القيم من الوجود واقامة صرح الدولة
اليهودية الماسونية على الله أرض تراث البشرية العظيم وما ذلك الا لاعتقادها الراسخ بأنها شعب الله المختار والذي خلق الخلق ليكونوا عبيدا لهم وذلك باستقطاب غالب دون دراية منهم اصحاب
المسؤليات واصحاب الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية وكبار
العسكريين لتصل بواسطتهم ونفوذهم الى ماربها واهدافها لتتمكن من العمل المنظم لطموحاتها المسمومة.
لقد وضح بعد انكشاف بروتوكلات صهيون مدى تغلغل الفكر الصهيوني في عقول الكثيرين ممن بيدهم معاقد الحل والربط بصبر واناة حتى اصبحت قوة معنوية ذات جذور عميقة في تاريخ الحضارة الغربية الامريكية نشر افكارهم الرئيسية والمبادىء الاساسية بحذق تحت اقنعة دينية واجتماعية واقتصادية واستراتيجية متنوعة حتى اصبحت مع مرور الزمن وحدها صاحبة القرار السياسي الخارجي كنمط سلوكي في معظم الدول الاوروبية عامة وأمريكا بوجه خاص بدا جليا تاثرهم بفكرة قيام دولة
اسرائيل في فلسطين كحق وعدهم به الرب فكم من رئيس امريكي جاهر بهذا حتى ان كارتر قالها صريحة انه كانسان وكامريكي وكمتدين عليه ان يلتزم بتنفيذ هذا الوعد الرباني .
ان في كل يوم مجزرة جديدة ستنصب ككثير من المذابح التي اعتلت على جماجمها تلك الشرذمة للسلطة ولا سبيل للخلاص سوى تكملة ما بداته الانتفاضة في الارض المحتلة وتبنى افكارها وحدها المخرج من الافكار الضحلة وحدها بداية منهجية جديدة في التفكير وفي التنفيذ وبالعودة لفكرنا العظيم الذي فتح الافاق لا سبيل سوى صيحة الجهاد وعلينا وعلى اعدائنا ولنمت بخيارنا خير من الموت على طريقتهم واختيارهم.
لسنا بحاجة لان نصرخ وامعتصماه ولا ياصلاح الدين لانريد ان ندفن عقولنا وراعنا في الماضي الذي ولى بخيره وشره كما
قد يفهم البعض نريد ان تمتد امالنا لافاق السماء باصرار وهذا حقنا كما يعد هؤلاء الناس افكارهم وعقولهم نحو اهداف ليست من حقهم فيصبغون عليها صفة
الشرعية بحماسهم وتعصبهم والى ان يتم ذلك يلزمنا أن نقيم ماتما على كل شبر من اراضينا الشاسعة يخترق عمق مشاعرنا البليدة ليوقظ عقيدتنا نندب ونبكي
ونرتدي الحداد لاليس على من مات شهيدا بل على موت احساسنا العقيدي فمات بموته اهم اسباب العيش
اعلم ان شيئا مثل هذا الكلام قد يثير استهزاء الذين تبنوا الكثير من الايدلوجيات الحديثة غزتهم افكار الماسونية من حيث لم يفطنوا قد تكون في لباس حضارة وجهت عقولهم نحو نظریات شتى مبرمجة كالتقدمية والاشتراكية والوجودية قد يكونون مبهورين بالصناعة بالتجارة بالمال الوفير
فقد استؤصلت جذور الاحتجاج من عقولهم التي تصنفها تلك البروتوكلات على انها عقول بهيمية تستورد الافكار لانها عاجزة على التحليل على التكهن على التنبوء وعاجزة اكثر على الابتكار وهذا صحيح والا فلماذا لم تثمر بل اصابتنا في
المقتل لماذا غير انها فتات لا تسمن ولا تغني من جوع يقولون في احد البنود من تلك القوانين ان كل مخلوق خاضع لسلطة اعظم منه واقوى فلم لا يكونون هم تلك السلطة الاعظم والاقوى مع ان السلطة الاعظم التي يجب ان تعلو هي اقامة العدل واحقاق الحق وتلك شريعتنا ولكن متی نمارسها ؟