!أين المفر ؟
أخاف وارتعد كلما اتذكر ، أطيل النظر ، افكر اكثر .. فلا أرى بارقة امل بان الغد سيكون افضل.. قد يكون اكثر هدوءا ، وأكثر راحة ، ولكن اكثر برودة ايضا .. انا لا اتعايش مع الهدوء ولا مع الراحة واكره ما أكره البرودة .. فالهدوء يذكرني بالعاصفة فاخاف .. والراحة تذكرني بالشيخوخة فارتعد .. والبرودة تذكرني بالرماد بالنضوب .. بالأوراق الخريفية الصفراء فاكاد اجن. أكل من يفتكر بعمر الشباب القصير يخاف مثلى ، اكل من يخاف تسرب شبابه من بين اصابعه المتكالبة عليه يتمنى الموت .. لأنه اجمل واحلى من الشيخوخة الأمر والأبشع.. السنوات احسها ينفرط عقدها واراها جادة مكتسحة الحصون لتنال منى ، اهرب من الذكرى .. اهرب من الحقيقة يوما بعد يوم ثم اكتشف ان لا هروب ، فقد احكمت الدائرة وبين ياسي واستسلامي تكمن المشكلة ... فالهروب منك أيها الموت يعنى الهروب اليك..