أولى ثمرات الشجرة المباركة
من غربتنا عن الاوطان ، من اغترابنا عن انفسنا واهلينا وواقعنا المرير ، تابعنا اجتماعات المجلس الوطنى الفلسطيني ، تابعناه باشتياق لا يحده حدود ، لان نكون ، لان نوجد ، لان نولد بعد حالة المخاض المتعسرة من رحم التغييب ، لأن نخرج من تحت الأرض ونتنسم هواء حقيقيا مثل كل شعوب الأرض ونعيش. نعم باشتياق متناه ، اشتياق لا يعرفه الا من ادمن الحرمان وهو صاحب حق ، من اعتبر ميت وهو حى ، من اهدر دمه بلا ذنب سوى انه يمثل الضمير الموجع والنفس الفواحه في لحظات ما ، على مدى سنين ، فاستباحه قراصنة العصر الحديث ، العصر الأصم الجامد ، عصر العلم الخالي من الروح ، الذي فتح للناس آفاق الفضاء والاشياء والرغبات المجنونه والمكبوته وضيق عليهم آفاق انفسهم فاستحال الفرد فيهم مجرد شيء له هيكل الانسان ولكنه منزوع الانسانية من اعماقه لذا فكل منا اصبح اجوفا تصفر بين احشائه اى نسمة ولو كانت عليلة كقيام الدولة الفلسطينية مثلا. بفرحة لا مزيد عليها تناقلنا الخبر والتهنئة والعناق.. اصبح عندنا دولة ، حقيقة انها دولة صغيرة ولكنها اسعدت قلوبنا الحزينه ونشطت الموات بداخلنا. وحركت عقولنا ، انها دولة مع ايقاف التنفيذ فلماذا هي لاتزال في مهب رياح اهواء العالم .. كانها شيء مخيف كانها سراط معدود من السماء لخلاص من يريد الخلاص ممن يخوضون غمار رمال متحركة تتبلع وتلفظ بلعبة فيها الكثير من الحنكة والدهاء. ولا احد يستجيب لا احد يريد الخلاص. نحن الناس البسطاء اعتبرناها خطوة بسيطة لكنها صلبة تقول الكثير ، تقول اننا تخطينا واقعنا المرير المحيط الذي اشاع الياس كثيرا في النفوس. تخطينا الوقفه العاطفية التي أهدرتنا للركون والهدوء بانتظار المجهول. فاليد الواحدة لا تصفق هو الذي سيحقق لنا احلام يقظة اولها على شواطىء فلسطيننا وآخرها سقطة مريبة في هوة بلا قرار ، نقدارك بعدها فزعنا ونحيله املا للفكرة الضحلة ذاتها باننا في المدة القادمة سنسقط في احضان القوة المنتظرة وتطير بنا بهودج مريح لتعيدنا لشواطئنا اللهفي مثلنا لعودة من خرجوا ذات يوم داخين… هي خطوة بسيطة لكنها عميقة بالشعور حولتنا من كومة لاجئين وابناء سبيل جازت عليهم الصدقه سنين لشعب حر كامل ثائر يطالب بحقه في حياة حرة كريمة حولتنا من فئران تجارب الممارسات خالية من اى انسانية ، للانسانية ذاتها تصفق باليد الواحدة وتدافع عن نفسها وتثبت وجودها بالحجر بيد طفل صغير ، بزغرودة على فم ام شهيد ، بكهل يحمل مقاطف الحجارة للاحفاد. حولتنا من شراذم متفرقة بالعالم تستجدى الحياة والحلول كطبقة المنبوذين الهنود لشعب له هوية وطابع وكيان نمد يدنا لكافة شعوب العالم نصادق ونعادي بحق مشروع … و … احقيقة ياترى .. ام ان احلام يقظتي استبدت بي وتمادت اكثر فاكثر ، فالي ان تدخل دولتني في لعبة الامم كعضو فعال وتصبح لها وزنها السياسي ومكانها الحدودي ومكانتها الكاملة ، تحتاج لمن يدعمها ويساندها ويعاضدها لذا يسكنني خوفي في اعماقي لاني مازلت ضعيفة ولا اقوى على حمل الامانة ، مازلت اعاني من عقدتي من ضياعنا في بيداء الكلام الرنان والخطب الحماسيه والجمل الهادرة فمهما تغيرت الاشياء فنحن ابناء المجتمع الثالث الذي يتاجر بالعواطف وينيم العقول. مانزال راسخين في قيود عادات وقيم بادت في عصر العقول القاسية ، مشدودون بقلوب فجة ، لعواطف ساذجة ، نهتز بسرعة نفرح نغضب بسرعة ، ننسى نغفر بسرعة .. والقناعة كنز لا يفنى فنرضى باقل القليل طالما قدم لنا مع كلمة حلوة .. مع ذلك كله فهناك على الارض الحقيقية الكاملة ، الحقيقة الرائعة المضيئة ، التي اذهلتنا جميعا ، وصفق لها العالم هناك في الارض انتفاضة مستمرة شعلة من نور ونار قائمة وستبقى ، هناك شعب قد تخلص من تخلفه وحمل عقله على يده فبات شجاعا انه املنا وامل دولتنا الفتية بان نصبح شعبا فعالا وان تصبح دولتنا ذات سيادة على ارض الواقع المنتظر.. اللهم آمين.